المغرب يدخل رسميا عصر الجيل الخامس .. انطلاق 5G في المدن الكبرى
تطور مفاجئ، دشن المغرب رسميا خدمة الجيل الخامس (5G) للاتصالات المغرب، صفحة جديدة في تاريخه الرقمي، وذلك في خطوة استراتيجية من شأنها تسريع وتيرة التحول الرقمي الوطني وتعزيز موقع المملكة كرائدة رقميا في القارة الإفريقية.
مع ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة 7 نوفمبر 2025، لوحظ تحول ملموس في جودة خدمات الإنترنت عبر كبريات المدن المغربية، حيث اختفت إشارة “4G” لتحل محلها إشارة “5G” على شاشات هواتف المستخدمين، وذلك في كل من العاصمة الرباط، والدار البيضاء، وطنجة، ومراكش.
ويأتي هذا الإطلاق بعد مصادقة مجلس الحكومة على ثلاثة مشاريع مراسيم تجيز منح تراخيص لإنشاء واستغلال شبكات عمومية تعتمد تكنولوجيا الجيل الخامس، وهي المشاريع التي قدمتها غيثة مزور، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة.
المرحلة الأولى من المشروع الطموح سوف تشمل ثماني مدن رئيسية إلى جانب مطاراتها، على أن تمتد التغطية تدريجياً لتشمل 45% من إجمالي السكان مع نهاية سنة 2026، بينما من المقرر أن تصل النسبة إلى 85% بحلول سنة2030، مما سيرسي مكانة المغرب بين الدول الإفريقية الرائدة في اعتماد هذه التكنولوجيا المتطورة.
ويعكس هذا الإطلاق التزام المغرب بتعزيز التعاون جنوب-جنوب في المجال الرقمي، ومساهمته في الترويج الدولي للقارة الإفريقية، تماشياً مع رؤية الملك محمد السادس، وذلك في وقت تستعد فيه المملكة لاستضافة الدورة الثانية من “GITEX Africa” في مدينة مراكش “من 29 إلى 31 مايو”، كأكبر حدث تكنولوجي في القارة.
وقد صاحب هذا الإطلاق حملات دعائية ضخمة قادتها شركات الاتصالات، بمشاركة نجوم المنتخب الوطني لكرة القدم، أمثال أشرف حكيمي، وإبراهيم دياز، وياسين بونو، في خطوة تهدف إلى التعريف بإمكانات الجيل الخامس وضمان تبني واسع النطاق لهذه التقنية بين المواطنين والشركات على حد سواء.
يمثل إطلاق الجيل الخامس في المغرب أكثر من مجرد ترقية تقنية، إنه إذا ببدء عصر رقمي جديد سيعيد تشكيل ملامح الاقتصاد والمجتمع. هذه الشبكات فائقة السرعة والاستجابة ستكون العمود الفقري للاقتصاد الرقمي، مما سيمكن من تطوير مدن ذكية، وصناعة متطورة، وخدمات حكومية رقمية أكثر كفاءة، ورعاية صحية عن بُإنها خطوة جريئة تضع المواطن المغربي في صلب التحول الرقمي، وتؤسس لاقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، مما سيسهم في تعزيز التنافسية الاقتصادية للمملكة ويحقق قفزة استباقية نحو المستقبل، ليصبح المغرب، بحق منارة للتحول الرقمي في إفريقيا.