
غياب الطبيبة يُعمّق معاناة ساكنة جماعة الساحل أولاد حريز – سبت لعسيلات
إقليم برشيد – كازاكودانفو
يعاني سكان جماعة الساحل أولاد حريز، وبالضبط بمنطقة سبت لعسيلات، من أزمة صحية خانقة نتيجة الغياب المستمر للطبيبة بالمركز الصحي المحلي، وهو ما خلّف استياءً واسعًا لدى الساكنة التي أصبحت تشعر بالتهميش والإقصاء من حقها الدستوري في التطبيب والرعاية الصحية.
ففي الوقت الذي تعيش فيه المملكة على وقع إصلاحات كبرى في مجال تعميم التغطية الصحية والنهوض بالخدمات الأساسية، يبقى هذا المركز الصحي مغلقًا في وجه المرضى إلا نادرًا، بسبب غياب الطبيبة التي تُعدّ الإطار الطبي الوحيد بالمرفق، ما يدفع العشرات من المرضى، نساءً وشيوخًا وأطفالًا، إلى التنقل لمسافات طويلة نحو المراكز الصحية المجاورة في حد السوالم أو برشيد، وهو ما يشكل عبئًا ماديًا ونفسيًا كبيرًا، خاصة بالنسبة للفئات الهشة والمعوزة.
يؤكد عدد من المواطنين في تصريحات متطابقة أن معاناتهم تضاعفت خلال الأشهر الأخيرة، حيث لا يجدون من يسعفهم عند الحاجة، خصوصًا في الحالات المستعجلة كالوضع عند النساء الحوامل، أو حالات ارتفاع الضغط والسكري. كما أعربوا عن امتعاضهم من “غياب التواصل والتوضيح” من طرف الجهات المسؤولة، سواء الصحية أو الترابية، حول أسباب هذا الغياب المزمن للطبيبة، وحول البدائل الممكنة لتغطية هذا الفراغ الطبي الخطير.
من جهته، يرى فاعلون جمعويون بالمنطقة أن هذا الإشكال لا يتعلق فقط بغياب إطار طبي، بل يكشف عن عمق الخلل في تدبير المنظومة الصحية بالمجال القروي، مطالبين الجهات المختصة، وعلى رأسها المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بالتدخل العاجل لتعيين طبيب قار بالمركز، أو على الأقل تعيين طبيبة بديلة بشكل مؤقت لضمان استمرار الخدمة، إلى حين تسوية الوضع.
ويخشى متتبعون أن يؤدي استمرار هذا الوضع إلى كارثة صحية صامتة، خاصة مع قرب فصل الصيف وما يرافقه من ارتفاع في درجات الحرارة وانتشار الأمراض الموسمية، في غياب الحد الأدنى من الرعاية الصحية الأولية.
إن الساكنة اليوم لا تطلب المستحيل، وإنما تلتمس فقط حقها المشروع في الولوج إلى خدمات صحية تحفظ الكرامة وتُجنّب المرضى عناء التنقل والتهميش. فهل تتدخل الجهات المسؤولة قبل أن يطفح الكيل؟