في لقاء مع الفنان المسرحي المقتدر الغفار محمد
يوسف عبو:
لايمكن الخوض في فن المسرح المغربي ، إلا أن وينبجس على الركح ، مجموعة من الرواد الذي ساهموا في هذه الثورة الثقافية الفنية ، التي أعطت الكثير وتحملت الأكثر ، عانت من هزات المستعمر ، وناضلت من أجل إرساء دعائم الفن والمسرح، رغم الكبوة التي طالت المجال ، مع هدم المسرح البلدي، لم ولن تخبو هذه الشعلة المتقدة دوما في أناس حملوا المشعل ، ومازالو على دأبهم يرسمون الطريق لجيل اليوم ، إنهم المرجع والنبراس وسط العتمة
إنه الفنان المقتدر السيد الغفار محمد ، جسد الرعيل الأول للفن إلى جانب الأهرام المغربية، ولج عالم الفن في الستينيات من القرن الماضى ، درس بالمعهد البلدي للموسيقى والمسرح ، داخل هذا الزخم الفني المسرحي ، الذي كان يعج بفنانين كبار ، من طينة المرحومين الطيب الصديقي ومحمد سعيد عفيفي وحسن الصقلي و أحمد لعلج .
ليشكل بذلك مسرح الهواة الانطلاقة الحقيقية ، لمسار فني جمع بين التمثيل والكتابة والسيناريو ، بجانب الشناوي ، ومولاي أحمد العلوي و التسولي … لبلورة أعمال مسرحية ميزت تلك الفترة ، وواكبت كل المتغيرات ، كمسرحية هنا وهنا و المنبوذين والخالدون ، من تشخيصي وإخراجي ، حيث قمنا بجولات مغربية
لم يقتصر عمله على المسرح بل تعداه إلى الأعمال التلفزي ، أول ظهور له كان مع السيد البوعناني ، في برنامج تلفزيوني له “سؤال وجواب ” ، إلى جانب عمي إدريس ، وبرنامج وقائع ، والكاميرا الخفية مع مجد.
الفنان المقتدر الغفار محمد ، جمع بين كل ماهو تربوي في إطار وزارة التربية ، وكذا الفني ، المسبغ بثقافة فرنسية وعربية صرفة ، بعد معانقته للديار الكندية ، التي شكلت المحك الحقيقي لدراسة تكوينية عميقة وموضوعية ، صقلت منهاجه الفني ، تجسدت في عودته إلى وطنه حاملا معه ديبلوم في الكتابة والسيناريو في المسرح والفن .
إنها رحلة فنية للأستاذ والفنان المقتدر الغفار محمد ، مومئة بالجمالية الفنية ، وبلمسة الثقافة ، التي يحاكي بها الزمن الجميل الأمس ، والأجمل اليوم، بشخصيته الكاريزماتية ، عبر عن روح من الحوار الأخاذ ، على بساط الركح والسيناريو والتشخيص ، مدرسة شامخة ، يجب إعادة الاعتبار إليها ،والنهل منها بسلسبيل صبيبها المتلألأ والوضاء ، المتخن بالغيرة على هذا الوطن ، وهو الذي نهل من الوطنية والمواطنة ، في أسمى حللها.