مراكش تحتضن المؤتمر العالمي التاسع عشر للماء: منصة دولية لإعادة التفكير في مستقبل الموارد المائية
متابعة :عبدالكريم مطن ://
مراكش – من 1 إلى 5 دجنبر 2025
تستعد مدينة مراكش المغربية لاحتضان فعاليات المؤتمر العالمي التاسع عشر للماء، تحت شعار “الماء في عالم يتغير: الابتكار والتكيف”، وذلك في الفترة الممتدة من فاتح إلى 5 دجنبر 2025، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
ويُنظم هذا الحدث العالمي الهام من طرف وزارة التجهيز والماء بالمملكة المغربية بشراكة مع الجمعية الدولية للموارد المائية (IWRA)، ليشكل محطة استراتيجية تجمع أبرز صناع القرار والخبراء والباحثين وممثلي القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم.
يأتي هذا الحدث في سياق عالمي تتسارع فيه التحولات المناخية والديموغرافية والتكنولوجية، ما يجعل من قضايا الماء محوراً رئيسياً في النقاش الدولي حول الاستدامة.
وسيكون المؤتمر فرصة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين الدول والمؤسسات، من أجل ابتكار حلول مستدامة لتدبير الموارد المائية ومواجهة التحديات المتزايدة المرتبطة بالأمن المائي.
سيعرف المؤتمر برنامجا حافلا يمتد على مدى خمسة أيام، يتضمن:
أربع جلسات رفيعة المستوى وطاولة مستديرة وزارية تجمع وزراء وممثلين عن منظمات دولية؛
أكثر من 140 جلسة تقنية يؤطرها خبراء وباحثون مرموقون؛
عروضا علمية وملصقات بحثية تسلط الضوء على أحدث الابتكارات في مجالات المياه والتكيف المناخي؛
فعاليات موازية ومعارض متخصصة لعرض مشاريع وتقنيات رائدة في إدارة المياه؛
زيارات ميدانية وثقافية لتقديم التجربة المغربية في تدبير الموارد المائية، وإبراز إنجازاتها في مجالات السدود والتحلية وإعادة استعمال المياه.
سيُختتم المؤتمر بإصدار “إعلان مراكش”، الذي سيشكل وثيقة مرجعية لتوحيد الجهود بين صناع القرار والعلماء والمهنيين، وتعزيز الترابط بين العلم والسياسة والممارسة الميدانية، بهدف تسريع وتيرة العمل الجماعي في مواجهة التحديات المائية العالمية.
في هذا السياق، أكد السيد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، أن المؤتمر يمثل “منصة متميزة للنقاش وتبادل الخبرات والمساهمة في المبادرات الدولية الهادفة إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة الهدف السادس المتعلق بالمياه النظيفة والصرف الصحي”.
ومن جانبه، عبّر الأستاذ يويانيوان لي، رئيس الجمعية الدولية للموارد المائية، عن سعادته بعودة المؤتمر إلى المغرب بعد أكثر من ثلاثة عقود، مشيراً إلى أن “اختيار مراكش يعكس التقدير الكبير للدور الريادي للمغرب في قضايا الماء والتنمية المستدامة”.
اختيار مدينة مراكش لاحتضان هذا الحدث العالمي لم يكن محض صدفة، فهي مدينة ذات تراث مائي عريق يعكس عبقرية المغاربة في تدبير الموارد الطبيعية منذ قرون، ورمز للابتكار في مجالات التنمية المستدامة والتأقلم مع التغيرات المناخية.
ومن المنتظر أن يشكل المؤتمر فرصة لتعزيز موقع المغرب كفاعل أساسي في الحوار الدولي حول الماء والمناخ، وترسيخ التزامه بالحلول المبتكرة لحماية هذا المورد الحيوي للأجيال القادمة.