استمرارية العنف داخل المدارس
/… محمد الزاهري…./
لاحديت اليوم الا عن واقعة الاعتداء على الاساتذة بعد ادراج عدة فيديوهات عبر جل المواقع من مختلف الجهات هذه المرة تم الاعتداء على استاذ اللغة الفرنسية بسيدي رحال الشاطئ و ذلك بعد اسابيع على واقعة الاعتداء على استاذ وارزازات التي تم توثيقها بالفيديو من طرف من كان من المفترض ان يتدخلوا لفك العراك الشيء الذي يجعلنا امام ظاهرة شاذة و غريبة عما الفناه في علاقة المعلم بالمتعلم حيث كان يسود الود و الاحترام بين الطرفين و كانت العلاقة تتطور بعد انتهاء السنة الدراسية الى علاقة صداقة دائمة يصبح فيها الاستاذ يتباهى بتلاميذه المتفوقين الدين حالفهم الحظ في الحصول على وظيفة متميزة فما الذي تغير حتى اصبحت العلاقة علاقة عداء حيث اصبح التلميذ يتصور انه ذاهب الى مؤسسة سجنية حسب تعبير احد الاصدقاء .
لنأخذ على سبيل المثال لا الحصر حالة اعدادية سيدي رحال الشاطئ فبمجرد وقع الحادث اصدرت المديرية الاقليمية ببرشيد بيانا تدين فيه الحادث و يقول بان المدير الاقليمي و المدير الجهوي اتصلا بالأستاذ للاطمئنان عليه لحد الان كل شيء في اطار القانون و الاخلاق المهنية و القيم النبيلة لكن ان يتضمن البلاغ جملة تفيد بان لجنة اقليمية انتقلت الى عين المكان لمؤازرة الاستاذ فهذا يعتبر تجاوزا و انحيازا من
طرف جهة يجب ان تكون محايدة و تتحرى الحقيقة .هذا لا يعني اننا مع التصرف الذي اقدمت عليه التلميذة فمقام الاستاذ يجب ان يبقى في مقام الوالدين فمهما تكن الاسباب فمثل هذه السلوكيات مرفوضة قطعا . اقول هذا الكلام ليس دفاعا عن التلميذ لكن لان المديرية الاقليمية كما من المفروض عليها حماية الاستاذ فمن واجبها كذلك حماية التلميذ و يبقى حق الادانة من اختصاص القضاء . .
هذا دون الكلام عن بيان نقابة التعليم الذي ادان الحادث و تضامن مع الاستاذ و هذا من حقهم كنقابة مهنية .
الشيء الذي جعلني اخوض في مثل هذه الملاحظات ليس تصريح والدي التلميذة الدين وجها اتهامات عديدة للأستاذ و طالبا بالصفح عن ابنتهما لكن هو تصريح مجموعة من التلاميذ للإحدى المواقع الالكترونية يتهمون فيه الاستاذ اتهامات خطيرة و يدافعون فيه عن زميلتهم في المؤسسة الشيء الذي يتعين معه فتح تحقيق معمق في الموضوع لتحديد المسؤوليات فنحن امام ظاهرة غريبة تتكون و تتفشى داخل المؤسسات التعليمية و هي ظاهرة العداء بين التلميذ و الاستاذ .
فلنتحمل مسؤوليتنا و نقر بان المؤسسات التعليمية لم تعد تمارس دورها في التأطير فقبل سنوات كانت الثقافة و الفن الجميل هو السائد اين نحن من المسرح
و الرسم اين نحن من المجلة الحائطية التي تتضمن ابداعات التلاميذ من شعر و نثر اين نحن من النوادي المدرسية (نادي الرسم؛ نادي المسرح ؛ نادي الرقص؛ نادي الموسيقى…..)اين نحن من الالعاب المدرسية التي انجبت الابطال في شتى الرياضات . من المسؤول حتى اصبحت مؤسساتنا التعليمية تنجب المجرمين و الدواعش اين هي الملتقيات الثقافية و الفنية و الرياضية التي كانت تنظم من طرف التلاميذ داخل المؤسسات التعليمية اين هي الحملات التحسيسية البيئية داخل المؤسسات اين حملات التشجير و اوراش النظافة داخل المؤسسات و التي تزرع حب التلميذ لمدرسه و مدرسته .
لنقر بان المسؤولية مشتركة اولها المنظومة التربوية الفاشلة التي وصلت بنا الى هذا المستوى المتدني و اصبحت عاجزة عن مجاراة تطور المجتمع المغربي المتائتر بالثقافة الخارجية التي فرضها علينا التطور التكنلوجي كما ان المسؤولية كذلك تتحملها الاسرة و جمعيات الاباء و المجتمع المدني التي تخلف عن دوره التأطيري و اصبح يمارس الدور النقابي و السياسي كما ان المؤسسات المحلية المنتخبة تتحمل مسؤوليتها في تهيئ الفضاءات للشباب كملاعب القرب و دور الثقافة و دور الشباب و الخزانات الجماعية و دعم النوادي الرياضية .
اقول هذا الكلام لاعبر عن وجهة نظري التي ليست
ملزمة لاحد لكني اعتبرها بادرة لنقاش حقيقي دون خلفيات سياسية او تحيز لجهة معينة فالتلميذ جزء منا كما ان الاستاذ ركيزة من ركائز المجتمع التي تساهم في بنائه .