متابعة : سعيد بيار://

تشهد منطقة النواصر، خاصة بنعبيد ودار بوعزة، ارتفاعًا مهولًا في ظاهرة التشرد، التي باتت تقض مضجع السكان وتطرح علامات استفهام عديدة حول مصير هؤلاء المشردين، ودور السلطات المحلية في حماية هذه الفئة الهشة.

ففي كل زاوية من أزقة بنعبيد وشوارع دار بوعزة، تصادف أطفالاً، نساءً، وشيوخاً يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، في مشهد يلخص معاناة اجتماعية صادمة. وقد لوحظ في الشهور الأخيرة ارتفاع عدد المشردين بشكل لافت، ما جعل الظاهرة تتحول من حالات معزولة إلى أزمة اجتماعية حقيقية تنذر بتداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار المجتمعي.

المشردون هم الحلقة الأضعف في المجتمع، محرومون من أبسط حقوق الإنسان من مأوى آمن ورعاية صحية وتعليم. فمع غياب مراكز إيواء كافية أو مبادرات اجتماعية فعالة، يظل هؤلاء في مهب الريح، عرضة للاستغلال والعنف والأمراض.

رغم بعض المبادرات الموسمية التي تقوم بها السلطات المحلية، خاصة في فصل الشتاء، فإنها تبقى محدودة وغير كافية لمواجهة حجم الظاهرة. إذ تفتقر المنطقة لسياسة اجتماعية واضحة ومستدامة لمكافحة التشرد، كما أن غياب التنسيق بين مختلف المتدخلين (جماعات محلية، سلطات إقليمية، جمعيات المجتمع المدني) يزيد من تعقيد الوضع.

وفي اتصالات متفرقة مع بعض الفاعلين المحليين، عبر عدد منهم عن استيائهم من تعامل السلطات مع الظاهرة، معتبرين أن التحركات غالباً ما تكون ظرفية ولا تعالج الجذور الحقيقية للمشكلة مثل الفقر، التفكك الأسري، والهجرة القروية.

يرى خبراء اجتماعيون أن الحلول الممكنة لهذه الكارثة يجب أن تكون شاملة ومستدامة، وتشمل:

إنشاء مراكز استقبال وإيواء مجهزة وموزعة على مختلف مناطق النواصر.

تطوير برامج الإدماج الاجتماعي عبر التكوين المهني والتعليم.

دعم الأسر الهشة لمنع تفاقم الظاهرة.

تعزيز دور جمعيات المجتمع المدني عبر شراكات حقيقية مع الجماعات المحلية.

وفي ظل تفاقم الوضع، يبقى السؤال مفتوحاً: هل تتحرك السلطات قبل أن تتحول ظاهرة التشرد بالنواصر إلى قنبلة اجتماعية يصعب احتواؤها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *