الذكاء الاصطناعي وأهميته في مجتمعنا: المغرب بين التحديات والطموحات

بقلم: سعيد بيار://

في ظل الثورة التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم، برز الذكاء الاصطناعي (AI) كأحد أبرز المحركات للتغيير والتحول في مختلف مناحي الحياة. لم يعد الذكاء الاصطناعي رفاهية تقنية، بل أصبح أداة استراتيجية لتحقيق التنمية، وتعزيز الخدمات، ورفع كفاءة الأداء في القطاعات الحيوية. والمغرب، كسائر الدول الطموحة، يولي أهمية متزايدة لهذا المجال، إدراكًا منه لدوره الحاسم في تشكيل مستقبل أكثر كفاءة واستدامةالذكاء الاصطناعي:
الذكاء الاصطناعي هو قدرة الأنظمة الرقمية على محاكاة الذكاء البشري، والتعلم من البيانات، واتخاذ قرارات مستقلة. وتكمن أهميته في قدرته على معالجة كميات هائلة من المعلومات في وقت قياسي، وتحسين جودة الخدمات، وخفض التكاليف، ودعم اتخاذ القرار بدقة وموضوعية.
في المجتمع، بات الذكاء الاصطناعي حاضرًا في تفاصيل الحياة اليومية، من التوصيات الذكية على الهواتف إلى تحليل البيانات الضخمة في المستشفيات والمؤسسات الأمنية، بل وحتى في قطاع التعليم عبر التعليم التكيفي والمنصات الذكية.
في السنوات الأخيرة، أظهر المغرب وعيًا استراتيجيًا بأهمية التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. فقد أطلق مجموعة من المبادرات والمشاريع في إطار “التحول الرقمي الوطني”،
دعم البحث العلمي عبر تمويل المشاريع المرتبطة بـAI في الجامعات والمراكز العلمية.
يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا متناميًا في دعم الأمن الوطني، من خلال أنظمة التعرف على الوجوه، وتحليل البيانات لتوقع الجرائم، ورصد التهديدات السيبرانية. المغرب بدأ بالفعل في تطوير منظومات أمنية تعتمد على AI، خاصة في المطارات والمراكز الحضرية الكبرى، بهدف تعزيز السلامة العامة.

ومع التقدم في الأمن السيبراني، يُتوقع أن يشكّل الذكاء الاصطناعي درعًا واقيًا ضد الهجمات الرقمية، لا سيما مع تعاظم الاعتماد على البيانات الرقمية في المؤسسات الحكومية والخاصة.
تسعى الإدارة المغربية إلى رقمنة معاملاتها، وبدأت فعليًا في اعتماد أنظمة ذكاء اصطناعي لتحليل الطلبات، وأتمتة الإجراءات، وتحسين تجربة المواطن في الإدارات العمومية. مشاريع مثل “بوابة المواطن الرقمية” تُعد مثالاً على هذا التحول.

الذكاء الاصطناعي يُتوقع أن يُسرّع وتيرة معالجة الملفات، ويقلص من تدخل العنصر البشري، ما يحد من الفساد ويعزز الشفافية والمساءلة.
في مجال التعليم، يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كرافعة لتطوير المنظومة التربوية. المغرب بدأ بإدخال أدوات ذكية لتحليل أداء التلاميذ، وتكييف المحتوى حسب احتياجاتهم. كما أن المنصات الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل MOOCs

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *