السلطات تطلق حملة هدم واسعة للمقاهي العشوائية بطماريس: تحرير الملك البحري وإعادة الاعتبار للفضاء الساحلي

متابعة : يوسف عبو ://

في خطوة حازمة تهدف إلى فرض سيادة القانون واسترجاع الملك العمومي البحري من قبضة الاستغلال غير المشروع، باشرت السلطات المحلية بجماعة دار بوعزة، صباح اليوم، حملة موسعة لهدم المقاهي والمنشآت العشوائية المقامة على الشريط الساحلي لمنطقة طماريس.

وقد جرت العملية تحت إشراف مباشر للسلطة المحلية، وبتنسيق دقيق مع عناصر الدرك الملكي وأعوان السلطة، مدعومين بالقوات المساعدة، حيث تم تنفيذ أوامر الهدم في أجواء اتسمت بالحزم والانضباط، دون تسجيل أية مقاومة تذكر.

وتندرج هذه الحملة في إطار استراتيجية شاملة تنتهجها السلطات الإقليمية قصد تحرير الملك العمومي البحري من كافة أشكال الاحتلال العشوائي، وإعادة تهيئة الواجهة الساحلية بما ينسجم مع التوجهات الوطنية الرامية إلى ضمان حق الولوج إلى الفضاءات العمومية، وتثمين الرصيد البيئي والعمراني للمنطقة.

وأكدت مصادر محلية أن هذه العمليات تشمل كافة الشواطئ الواقعة ضمن النفوذ الترابي لجماعة دار بوعزة، لاسيما تلك التي طالها تشويه ممنهج نتيجة توسع البناء العشوائي واستغلال الملك البحري دون سند قانوني. وتعمل المصالح المعنية، في هذا الإطار، على إزالة كل البنايات والتجهيزات التي تم تشييدها بشكل مخالف، بما في ذلك الأكواخ والمقاهي غير المرخصة، التي شكلت طيلة سنوات نقطة سوداء تعيق جمالية الشريط الساحلي.

وترمي هذه الخطوة كذلك إلى تعزيز شفافية تدبير الملك العمومي، ورد الاعتبار لحق المواطنين في الاستمتاع بشواطئ نظيفة ومنظمة، بعيدًا عن مظاهر الفوضى والاستغلال العشوائي الذي طالما أضر بالسياحة المحلية والبيئة البحرية.

وقد لقيت الحملة ارتياحًا كبيرًا لدى عدد من سكان المنطقة وزوارها، الذين عبروا عن دعمهم لهذا التحرك، معتبرين أن تحرير الملك العمومي البحري هو بداية ضرورية لإطلاق مشاريع تنموية حقيقية تليق بالموقع الجغرافي والإيكولوجي الاستثنائي الذي تتميز به طماريس.

ويأمل المواطنون أن تتواصل هذه الدينامية بشكل مستدام، وأن تتبعها خطوات عملية لإعادة تهيئة الشواطئ وتوفير مرافق وخدمات عمومية منظمة، تواكب طموحات ساكنة دار بوعزة وزوارها من مختلف مناطق الدار البيضاء الكبرى.

تؤشر هذه الحملة على تحول نوعي في مقاربة تدبير الفضاءات الساحلية، قوامه احترام القانون، وحماية البيئة، وضمان ولوج عادل ومنظم للملك العمومي. كما تعكس وعيًا متزايدًا بضرورة التصدي لكل أشكال الفوضى والعشوائية التي تهدد التوازنات المجالية والسياحية لجماعة دار بوعزة.