الملحقة الإدارية ولاد عزوز.. نموذج إداري رائد في تعزيز ولوج ذوي الهمم إلى الخدمات العمومية

متابعة : يوسف عبو ://

في إطار الجهود المتواصلة لإرساء إدارة دامجة تُراعي احتياجات جميع فئات المجتمع، خطت الملحقة الإدارية ولاد عزوز خطوة نوعية من خلال تعزيز منظومة الولوجيات داخل مرافقها، بما يضمن تمكين الأشخاص ذوي الهمم من الاستفادة من الخدمات الإدارية في ظروف تليق بكرامتهم وحقوقهم الدستورية.

وقد جاء على رأس هذه المبادرات تثبيت مصعد كهربائي (سانسور) مجهز بمعايير السلامة، يسمح بولوج الكراسي المتحركة إلى الطوابق العليا دون عراقيل. كما تم تهيئة ممرات واسعة وخالية من العوائق تتيح للمرتفقين من ذوي الإعاقة الحركية التحرك بكل استقلالية داخل فضاءات الملحقة، في انسجام تام مع المعايير الوطنية للولوجيات.

هذه التهيئة المكانية لم تجعل المرفق الإداري أكثر انفتاحًا فحسب، بل أسهمت كذلك في تعزيز الشعور بالثقة لدى المواطنين ذوي الهمم، الذين كانوا في السابق يواجهون صعوبات كبيرة في الوصول إلى المكاتب الإدارية.

ومع دخول هذه التجهيزات حيّز التنفيذ، أصبح بإمكان الأشخاص ذوي الهمم الحصول على مختلف الوثائق الإدارية—من شهادات ورخص ووثائق الحالة المدنية—بسهولة أكبر ودون الحاجة إلى مرافقة إلزامية أو مساعدة خارجية. وقد ساهم هذا التطوير في تقليص العراقيل البيروقراطية وضمان مساواة فعلية بين المواطنين في الولوج إلى المرفق العمومي.

وقد لاقت هذه الخطوة استحسانًا واسعًا لدى العديد من الجمعيات المحلية، التي أشادت بتجربة ملحقة ولاد عزوز باعتبارها نموذجًا ناجحًا في مجال الولوجيات وإدماج الأشخاص ذوي الهمم داخل الخدمات العمومية. وطالبت هذه الفعاليات بتعميم التجربة على باقي الإدارات، واعتماد تدابير إضافية تُواكب التوجه العام نحو رقمنة المساطر وتقريب الخدمات من المواطنين.

وتندرج هذه الإجراءات في إطار رؤية شمولية تسعى إلى بناء إدارة دامجة تُجسّد مبادئ العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وتضمن استفادة المواطنين من حقوقهم كاملة دون أي تمييز. كما تتماشى هذه الجهود مع التوجيهات الوطنية الرامية إلى تحديث المرافق العمومية وجعلها أكثر فعالية وحيوية وانفتاحًا على احتياجات المجتمع.

بهذه الخطوات البارزة، ترسخ الملحقة الإدارية ولاد عزوز مكانتها كمرفق إداري سبّاق في دعم الولوجيات، ومثال يُحتذى به في كيفية تحويل الإدارة إلى فضاء إنساني يحترم كرامة المواطن ويضمن له حقه في الولوج العادل والمتكافئ إلى الخدمات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *