الهواورة بسيدي رحال الشاطئ.. سكان محاصرون وعربات “النقل السري” الخيار الوحيد في ظل غياب النقل العمومي وغياب المنتخبين

سيدي رحال الشاطئ – كازاكودأنفو ://

في قلب جماعة سيدي رحال الشاطئ، وتحديدًا بمنطقة الهواورة، يعيش السكان وضعًا تنقليًا مأساويًا يُجسّد عمق التهميش وغياب العدالة المجالية. فوسط توسع عمراني لافت تعرفه المنطقة، يجد المواطنون أنفسهم مضطرين إلى اللجوء إلى عربات النقل السري، كخيار وحيد ومُرّ، في ظل غياب تام لأي رؤية للنقل العمومي، وتخاذل واضح من المنتخبين المحليين.

سيارات “كونغو”، “بارتنر”، و”بيكوب” أصبحت مشهدًا يوميًا في الهواورة. مركبات غير مرخّصة، تُستغل في نقل المواطنين بشكل عشوائي وغير آمن، وسط اكتظاظ يفوق الطاقة الاستيعابية، وانعدام تام لأدنى شروط السلامة. هذه الوسائل لا تضمن فقط حركية مهينة، بل تُعرض الركاب، خاصة النساء والمسنين، لمخاطر متكررة، تبدأ من التحرش والمضايقات، ولا تنتهي عند حدود الحوادث أو التوقيفات الأمنية المفاجئة.

“نعيش حالة من الرعب والتوتر اليومي.. لا نعلم إن كنا سنصل سالمين إلى وجهتنا أم سنتعرض للمساءلة الأمنية أو الاستغلال من طرف السائقين”، يقول أحد السكان بحرقة.

الأدهى في هذا الوضع، حسب شهادات متعددة، ليس فقط غياب وسائل النقل، بل غياب المنتخبين عن هموم المواطنين. فرغم شكاوى متكررة ومطالب مرفوعة منذ سنوات، لم تبادر المجالس المنتخبة بأي خطوات ملموسة لإدماج الهواورة في شبكة النقل الحضري، أو عقد شراكات مع شركات نقل خاصة لتأمين ربط يومي منتظم بالبيضاء أو وسط سيدي رحال.

يقول أحد المواطنين: “صوّتنا عليهم بالأمل، فخذلونا بالإهمال.. لم نرَ أي منتخب يطرح هذا الملف بجدية، رغم أن التنقل حق من حقوقنا الأساسية.”

إن غياب النقل العمومي لا يمس فقط حياة الأفراد، بل يحد من فرصهم في التعليم والعمل والعلاج. فكيف لطالبة أن تلتحق بجامعتها في الدارالبيضاء او برشيد كل صباح وهي تلاحق “بيكوب” أو تتعرض للابتزاز المالي؟ وكيف لمريض أن يصل في الوقت المناسب لموعد علاجه في ظل انعدام وسيلة قانونية تضمن له كرامته؟

في المقابل، تتراكم وعود انتخابية فارغة، وتصريحات رسمية متناقضة، دون أن تُطرح حلول واقعية تُخرج الهواورة من عزلتها التنقلية.

يطالب السكان اليوم، بلهجة غاضبة ولكن حضارية، بتدخل عاجل من الجهات الوصية: عامل الإقليم، مجلس جماعة سيدي رحال، الجهات الجهوية للنقل، وكل من يملك القرار، لإيجاد حل فوري ومستدام. فهم لا يريدون صدقات ولا وعودًا، بل فقط الحد الأدنى من حقهم في تنقل كريم وآمن.

الهواورة لم تعد فقط منطقة مهمشة، بل باتت نموذجًا صارخًا لفشل السياسات المحلية في مواكبة التحولات العمرانية والديموغرافية. وهي اليوم توجه رسالة إلى المسؤولين: إن الصمت لم يعد يُحتمل، والساكنة لن تقبل أن تُترك وحيدة بين براثن النقل السري وغياب من انتخبوهم ليمثلوهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *