
الولاء، الوفاء، والإخلاص… دعائم رجالات الدولة المغربية العظام
بقلم: يوسف عبو:/
في زمن تزدحم فيه العناوين وتتغير فيه المواقف بتغير المصالح، تبقى بعض القيم ثابتة لا تهتز، تشكل العمود الفقري للدولة الراسخة والمؤسسات المتجدرة في عمق التاريخ. تلك القيم هي الولاء، الوفاء، والإخلاص. ثلاثية مقدسة في سلوك رجالات الدولة المغربية الذين سجلوا أسماءهم بأحرف من ذهب في صفحات المجد الوطني.
الولاء للوطن، لثوابته، ولعرشه العلوي المجيد، ليس مجرد انتماء شكلي أو كلمات تُردد في المناسبات. إنه التزام وجداني وعقد أخلاقي يُترجم إلى مواقف يومية، وإلى دفاع مستميت عن وحدة التراب الوطني واستقرار المؤسسات. رجالات الدولة الحقيقيون لا يتأرجح ولاؤهم مع الأهواء السياسية، بل يظلون ثابتين في خدمة المصالح العليا للمغرب، مستنيرين بتوجيهات جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
الوفاء هو أن لا ننسى من صنعوا لنا طريق العزة، من ضحوا بأنفسهم ليحيا الوطن مرفوع الرأس. هو الامتداد الطبيعي لأخلاق المقاومة الوطنية وقيم التحرير والاستقلال. رجالات الدولة الأوفياء هم الذين يسيرون على نهج الأسلاف، حاملين شعلة العمل الوطني النبيل، غير ناكرين للجميل، ولا جاحدين للفضل. إنهم يكرّمون ذاكرة الشهداء، ويحترمون تضحيات من سبقوهم، ويجسدون الوفاء بالتواضع والجدية والمسؤولية.
أما الإخلاص، فهو القيمة التي تميز رجل الدولة الحقيقي عن المتملق أو الانتهازي. الإخلاص يظهر في الصمت الذي يرافق الفعل، في الاتقان الذي يسبق المصلحة الشخصية، وفي خدمة المواطن دون انتظار شكر أو مكافأة. إنه روح القيادة الصادقة، وعنوان المسؤولية الأخلاقية. لا إخلاص دون حضور الضمير، ولا نجاح لمؤسسة دون رجال يُخلصون لها بالقول والعمل.
في المغرب، لا يُقاس رجل الدولة بحجم المنصب الذي يحتله، بل بمواقفه، بثباته، وبالرسالة التي يؤديها في خدمة الوطن. كثيرون مرّوا في مراكز القرار، لكن القلة فقط من خلدهم التاريخ، لأنهم تحلّوا بالولاء الصادق، والوفاء الأصيل، والإخلاص العميق.
هؤلاء هم الذين نقول عنهم اليوم: “كان مخلصًا لوطنه، وفيًا لملكه، صادقًا مع ضميره”. فبمثل هؤلاء تُبنى الأمم، وتُصان الأوطان، ويستمر المغرب شامخًا في وجه كل التحديات.
والله الموفق لما فيه الخير.