
انطلاق عملية الحصاد بمختلف جهات المملكة وسط تفاوت في المحاصيل حسب مستويات التساقطات
سعيد بيار://
بدأت عملية الحصاد برسم الموسم الفلاحي 2024-2025 في عدد من مناطق المغرب، حيث شرع الفلاحون في جني محاصيل الحبوب والقطاني وسط أجواء يطبعها الحذر والترقب، بالنظر إلى التفاوت الكبير في المردودية بين جهة وأخرى، وذلك حسب حجم التساقطات المطرية التي عرفتها كل منطقة خلال الموسم الزراعي.
ورغم تأخر الأمطار في بداية الموسم، إلا أن بعض المناطق، خاصة في الشمال الغربي وسايس، سجلت مستويات إنتاج مشجعة نسبياً بفضل انتظام التساقطات خلال أشهر فبراير ومارس، في حين تأثرت مناطق السهوب والجنوب الشرقي وشمال الصحراء بموسم جاف قلّص من حجم المحاصيل المنتظرة.
في تصريحات لعدد من الفلاحين المحليين، عبّر البعض عن ارتياحهم للإنتاج المحقق مقارنة بالموسم السابق الذي شهد جفافاً قاسياً، فيما أبدى آخرون، خصوصاً في المناطق المتضررة، تخوفهم من تأثير المحصول الضعيف على التوازن الاقتصادي للأسر الفلاحية وعلى أسعار المواد الأساسية في السوق الوطنية.
وقد أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عن تعبئة مصالحها الجهوية والمحلية لتأطير وتتبع عملية الحصاد، وتقديم الدعم التقني للفلاحين لضمان حسن تدبير الجني وتخزين المحصول، كما دعت إلى احترام معايير السلامة لتفادي حرائق الحقول التي تزداد مخاطرها في هذه الفترة من السنة.
وفي المقابل، تطالب عدد من التنظيمات الفلاحية بضرورة توفير دعم مباشر للفلاحين المتضررين، سواء من خلال تسهيلات في القروض، أو تعويضات عن الخسائر، تفادياً لتكرار سيناريو الأزمات المتلاحقة التي عرفها القطاع خلال السنوات الأخيرة بسبب التغيرات المناخية.
وتُعد عملية الحصاد محطة حاسمة في الدورة الفلاحية، لما لها من تأثير مباشر على الأمن الغذائي الوطني، وعلى الحالة الاقتصادية والاجتماعية لملايين من سكان العالم القروي، مما يستدعي تعبئة وطنية شاملة لضمان إنجاحها وتثمين منتوجها.