
بوسكورة على درب الإصلاح والتنمية: دينامية جديدة تعيد رسم ملامح الجماعة
يوسف عبو://
تعيش جماعة بوسكورة، خلال الفترة الأخيرة، تحوّلًا تنمويًا لافتًا تجسّد من خلال إطلاق سلسلة من الأوراش والإصلاحات الملموسة، في مسعى واضح لطي صفحة التسيب الإداري ومظاهر الفوضى التي كبّلت عجلة التنمية لسنوات طويلة. هذا التحول ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج رؤية جديدة تتأسس على الشفافية، النجاعة، وربط المسؤولية بالمحاسبة.
واحدة من أبرز محطات هذا المسار الإصلاحي تمثلت في إقالة رئيس الجماعة وعدد من الأعضاء، وهي خطوة قرأها العديد من المتابعين كإشارة قوية من السلطات للتصدي للاختلالات الإدارية والمالية، ولبناء مرحلة جديدة تقوم على أسس الحكامة الجيدة. وقد اعتُبر هذا القرار بمثابة تصحيح جذري للمسار، وتوطئة لإعادة الثقة في المؤسسات المحلية التي طالما وُوجهت بانتقادات شديدة من طرف الساكنة.

على أرض الواقع، شرعت السلطات المحلية، بتنسيق مع مختلف المتدخلين، في تنفيذ إصلاحات ملموسة شملت العديد من المجالات الحيوية، أبرزها:
معالجة النقاط السوداء وتحسين نظافة الفضاءات العمومية.
تأهيل الإنارة العمومية في عدد من الأزقة والشوارع الرئيسية.
التصدي لظاهرة الكلاب الضالة التي كانت تشكل مصدر قلق يومي للساكنة.
ضبط أوراش البناء ووضع حد للفوضى العمرانية التي صاحبت بعض المشاريع.
محاربة التعمير العشوائي، خاصة ما يتعلق بالمستودعات غير القانونية التي شوّهت النسيج الحضري.
بناء وتجهيز مرافق اجتماعية تُعزّز البنية التحتية للمنطقة.
هذه التدخلات لاقت ترحيبًا واسعا من طرف المواطنين، الذين عبّروا عن ارتياحهم للمسار الجديد، معتبرين أن الأمر يتجاوز الشعارات نحو أفعال تُلمس على أرض الواقع.
في خضم هذه الدينامية، برز دور الشباب كفاعل رئيسي في حماية ودعم المشروع التنموي. حيث أظهر شباب بوسكورة حسًا عاليًا بالمسؤولية، رافضين الانجرار وراء دعوات التشويش والتحريض غير البنّاء، التي تسعى لعرقلة المسار الإصلاحي تحت ذرائع مختلفة. كما أكد عدد من الفاعلين المحليين أن الحوار هو السبيل الأمثل لمواجهة أي خطاب هدام، وأن النقاش البناء يظل الضمانة الوحيدة لمواصلة الإصلاح في أجواء سليمة.
ما تعيشه بوسكورة اليوم لا يمكن اعتباره مجرد إصلاحات ظرفية، بل هو مسار متكامل نحو التحديث والتنمية، يتطلب تظافر جهود الجميع: سلطات، ساكنة، مجتمع مدني وشباب. فالتحدي اليوم يكمن في ترسيخ المكتسبات وتوسيع دائرة الاستفادة منها، بما يضمن تحويل بوسكورة إلى نموذج محلي يحتذى به على مستوى التخطيط والتدبير المجالي.
ختامًا، تبقى الرسالة واضحة: لا عودة إلى الوراء، ولا مكان لممارسات الماضي. فبوسكورة الجديدة تولد من رحم الإصلاح، وتصنع مستقبلها بإرادة جماعية، تحت شعار:
“بوسكورة قوية، بوسكورة متجددة، وبوسكورة جديرة بأبنائها.”