تفكيك شبكة تهريب المخدرات عبر “الدرون” بين وجدة وبركان: عملية أمنية نوعية تسفر عن توقيف ستة بارونات

في واحدة من أكثر العمليات الأمنية دقة وسرية، تمكنت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتنسيق محكم مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، فجر الثلاثاء 17 يونيو 2025، من توقيف ستة من كبار بارونات المخدرات المتورطين في تهريب السموم البيضاء والمؤثرات العقلية عبر طائرات مسيّرة “درون”، وذلك بكل من جماعة بني درار بإقليم وجدة-أنجاد وجماعة أغبال بإقليم بركان.

وجاءت هذه العملية الأمنية، التي وصفت بـ”الخاطفة والنوعية”، بعد تحريات استخباراتية دقيقة، كشفت عن نشاط شبكة إجرامية منظمة تنشط على امتداد محور بني درار – بني خالد – دوار جعران، وتعتمد على تكنولوجيا الطائرات بدون طيار في تهريب المخدرات من الجزائر إلى التراب المغربي، في محاولة لتفادي نقاط التفتيش البرية وتقليص مخاطر الرصد.

وشارك في العملية عشرون عنصراً من النخبة الأمنية قادمين من الدار البيضاء على متن سيارات مدنية ورسمية، حيث نفذوا تحركاتهم في سرية تامة لدعم العناصر الجهوية لمراقبة التراب الوطني، وضربوا بقوة في توقيت محسوب مع الساعات الأولى من الفجر، حين كانت الشبكة تعتقد أن ظلال الليل ما تزال توفر لها الحماية.

وأسفرت المداهمات عن توقيف اثنين من قادة الشبكة ببني درار، فيما اعتُقل أربعة آخرون داخل دواوير أولاد صالح والبرابشة والشراگة التابعة لجماعة بني خالد الحدودية. وبحسب مصادر مطلعة، فإن أحد الموقوفين تم ضبطه في وضعية حميمية داخل منزله أثناء تنفيذ العملية.

التحقيقات الجارية تُركّز على تتبّع باقي خيوط الشبكة وتحديد امتداداتها الممكنة، سواء من حيث التمويل أو التواطؤ الداخلي، في ظل شكوك حول علاقات محتملة تربطها بجهات خارجية تنشط في تهريب المخدرات باستعمال أحدث التقنيات.

ويُشكل استخدام “الدرون” في تهريب المخدرات نقلة نوعية في أساليب الجريمة المنظمة العابرة للحدود، إلا أن الأجهزة الأمنية المغربية، المدعومة بتقنيات مضادة متطورة وتنسيق استخباراتي داخلي وخارجي، أثبتت جاهزيتها العالية لمواجهة هذا النوع من التهديدات، والقدرة على إحباط مثل هذه المخططات قبل تنفيذها.

وتأتي هذه الضربة الأمنية في سياق جهود المملكة المتواصلة لمحاربة الجريمة المنظمة، وتعزيز سيادتها الأمنية على امتداد حدودها، في مواجهة أساليب تهريب تزداد تطورًا وتعقيدًا يوماً بعد يوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *