حين يُصبح رضا الله هو الهمّ الأكبر

سعيد بيار://

في زمن تتقاذفنا فيه الهموم الدنيوية، وتُثقل كواهلنا ضغوط الحياة، يبقى من أعظم النعم أن يستيقظ الإنسان وقلبه معلّق بالله، ولسانه عامر بذكره، وهمّه الأول رضا خالقه.

ما أجمل أن يبدأ المرء يومه بنية خالصة لله، أن يكون أول ما يطرق سمعه هو التسبيح، وأول ما يطرق قلبه هو الرجاء، وأول ما تلمسه جوارحه هو الإخلاص. ذلك هو المعنى الحقيقي للسكينة، والطمأنينة التي وعد بها الله عباده الصالحين.

إنّ من يعيش بهذا الصفاء الروحي، لا تزعزعه نوائب الدهر، ولا ترهقه تقلّبات الحياة، لأنه يعلم أن له رباً لا ينام، كريماً لا يخذل، عادلاً لا يُهمل.

وفي دعاء يُلامس شغاف القلب، نجد مناجاة عظيمة تفيض بالخضوع والتوسل لعظمة الله وجبروته، تتجلى فيها معاني الرجاء والخوف، والحب المطلق لرب العزة:
“اللهم بسطوة جبروت قهرك، وسرعة إغاثة نصرك…”
دعاء يعكس ضعف العبد أمام قوة الله، وحاجة القلب المنكسر إلى الجبر، وطلب العون ممن لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

وفي زمن غابت فيه القيم، لا شيء أثمن من الصحبة الصالحة التي تُعين على طاعة الله، وتُذكّر بالآخرة، وتصون القلب من الغفلة. فكم نحن بحاجة إلى أن ندعو: “اللهم لا تحرمنا من الصحبة الصالحة.”

ختامًا، لنجعل شعارنا مع كل فجر جديد: رضاك يا الله غايتي، ومحبتك وقودي، وذكرك سعادتي.
فمن عاش لله، عاش مطمئنًا، ومات طيبًا، وبُعث محفوظًا في ظل عرش الرحمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *