
دار بوعزة: مهرجانات في وجه المعاناة اليومية… ترفيه مؤجل أم أولوية مغلوطة؟
سعيد بيار://
سبق وأن شهدت منطقة دار بوعزة بين الفينة والأخرى تنظيم مهرجانات فنية وثقافية، يتحدث القائمون عليها عن “تنشيط الحياة المحلية” و”تعزيز التواصل بين الساكنة”، بينما يرى عدد من السكان أن مثل هذه المبادرات تأتي في غير أوانها، بل وتغطي على مشاكل عالقة وأولويات أكثر إلحاحاً.
في مداخلات لعدد من المستشارين المدافعين عن هذه التظاهرات، يُطرح أن ساكنة دار بوعزة “بحاجة إلى الترفيه والفرح”، وأن المهرجانات تساهم في خلق دينامية اقتصادية وثقافية. غير أن الواقع على الأرض يكشف وجهاً آخر: طرق مهترئة، أزقة تغرق في النفايات، ومياه عادمة تنتشر بروائحها الكريهة وسط الأحياء السكنية، في مشهد يُعكر يوميات السكان ويطرح أكثر من علامة استفهام حول ترتيب الأولويات.
يقول أحد سكان حي الرحمة”نحن لا نرفض الفرح، لكن كيف نفرح ونحن نخوض يومياً حرباً ضد الأزبال والحفر ومياه الصرف؟”، مضيفاً أن تحسين البنية التحتية يجب أن يسبق أي مبادرة للترفيه.
من جهة أخرى، ترى فعاليات جمعوية أن المهرجانات ليست بالضرورة أمراً سلبياً، لكنها يجب أن تكون مرافقة لخطة تنموية شاملة تعالج القضايا الجوهرية التي تؤرق الساكنة.
فهل المهرجانات وسيلة لطمس معاناة دار بوعزة؟ أم أنها خطوة نحو إشراك الساكنة في دينامية ثقافية، رغم كل التحديات؟ يبقى الجواب معلقاً بين وعود منتخَبين، وانتظارات مواطنين سئموا من “مهرجانات الصمت” تجاه مشاكلهم الحقيقية