رشيد السوالمي… حين يتحول الفخر الوطني إلى نغمة شعبية في “منتخبنا بهر العالم”
يوسف عبو://
في زمن تتقاطع فيه الرياضة مع الفن، ويصبح الإبداع مرآةً لوجدان الأمة، يطلّ الفنان الشعبي رشيد السوالمي بعمل فني جديد عنوانه “منتخبنا بهر العالم”، احتفاءً بالإنجاز التاريخي الذي حققه أشبال المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة بتتويجهم ببطولة كأس العالم لكرة القدم.
هذا العمل الفني ليس مجرد أغنية عابرة، بل هو احتفال فني بالهوية والانتصار، وتجسيدٌ لعلاقة الفن الشعبي بالروح الوطنية.
منذ بداياته، ظلّ رشيد السوالمي وفياً للطابع الشعبي الأصيل الذي يجعل من الأغنية مرآة للمجتمع، وصوتًا لنبض الشارع، ومجالًا لتوثيق اللحظات التاريخية.
في “منتخبنا بهر العالم”، يستعيد السوالمي هذا الدور بامتياز؛ إذ جعل من النغمة الشعبية وسيلة للتعبير عن فرحة جماعية صادقة، تنطلق من الميدان الرياضي لتصل إلى كل بيت، وكل قلب مغربي شعر بالفخر وهو يرى أشبال الوطن يرفعون الكأس بين الكبار.
كتب رشيد السوالمي كلمات الأغنية ولحّنها بنفسه، في عمل يعبّر عن صدق التجربة وحميمية الرسالة.
الكلمات بسيطة في ظاهرها، لكنها مشحونة بالمعاني: اعتزاز، انتماء، واحتفاء بالمجهود الشبابي الذي “بهر العالم”.
أما اللحن، فقد جاء متوازنًا بين الإيقاع الشعبي الحيوي والنغمة الوطنية الحماسية، ما جعل الأغنية تحمل روح الاحتفال الجماعي وتدعو المستمع إلى التفاعل والرقص والفخر في آن واحد.
ما يميز أغنية السوالمي هو قدرتها على اختزال الفخر الوطني في تعبير شعبي قريب من الناس. فهي ليست نشيدًا رسميًا، بل غناء صادق من القلب إلى القلب، يرسّخ صورة الفنان الذي يعيش فرح وطنه ويحوّله إلى فن متداول.
هكذا يصبح الفن الشعبي في أبسط أشكاله وسيلة للتعبير عن المواطنة الحقيقية، وعن وحدة الشعور بين الفنان وجمهوره، حيث لا حدود بين المسرح والميدان، ولا بين الأغنية والهتاف.
من خلال هذا العمل، يؤكد رشيد السوالمي أن الأغنية الشعبية ليست مجرد تسلية، بل وثيقة ثقافية توثّق لحظة وطنية مشرقة وتمنحها بعدًا فنيًا وإنسانيًا.
فحين يبدع الفنان من أجل وطنه، يصبح صوته امتدادًا لصوت الجماهير، وتتحول الموسيقى إلى جسر بين الذاكرة والهوية، بين البطولة والمواطنة، بين الفن والحياة.
“منتخبنا بهر العالم” ليست فقط تحية للمنتخب الشاب، بل أيضًا قصيدة في حب الوطن بلغة الناس.
بها يثبت رشيد السوالمي مرة أخرى أن الأغنية الشعبية، رغم بساطتها، قادرة على أن تلامس العمق الإنساني والوجداني، وأن تكون جزءًا من المشهد الثقافي الوطني الذي يحتفي بالمجد والفرح، ويخلّد لحظات الانتصار في ذاكرة الفن المغربي.