
زيارة تفقدية مباغتة للوالي امهيدية للوقوف على اشغال مشروع إعادة هيكلة شارع افغانستان بالحي الحسني
نجيب النجاري: ///
هل الزيارة الفجائية لوالي مدينة جهة الدارالبيضاء السيد امهيدية اليوم للوقوف على سير مشروع إعادة هيكلة شارع افغانستان بالحي الحسني ، ستشكل خارطة طريق للإصلاحات شمولية ، بمقاطعة الحي الحسني القلب النابض للملكة المغربية، بحكم إنشاء القطب المالي الذي يعد ثورة تاريخية للمغرب الحديث ، بأنساقه المعمارية والتعميرية وجماليتها البصرية الجديرة بالتنويه ، مما يطرح عدة تساؤلات حول واقع وموقع الحي الحسني ، بتشكلاته المجتمعية ، باعتبار ” الدرب الجديد سابقا ” شكل النواة الأولى لهذا الحي على غرار أحياء تاريخية عرفت نفس الانفجار العمراني والسكني ولا سيما بعد السياسة السكنية بتنزيل مشروع 200 ألف سكن كتجربة رائدة ليتلوه بذلك المشروع الضخم المتمثل في السكن الاقتصادي الذي خول للمواطنين المغاربة اقتناء سكن لائق وفق ما يقتضيه الدستور، وبحكم السياسة الملكية الرشيدة في دعم هذا التطور التسكاني ، بإحداث مدن جديدة ” كمدينة الرحمة ” التي أصبحت مدينة قائمة بذاتها ، التي احتضنت مختلف الشرائح المجتمعية، وربطها بشبكة طرقية ومواصلات متطورة أبانت على تنزيل شامل لمفهوم الاستثمار في المواطن المغربي، الذي يراهن عليه من أجل بلورة آليات تنموية تتوافق والرؤية السديدة لاحتضان كأس العالم 2030 .
ولا ضير أن الزيارات التفقدية للسيد الوالي امهيدية بحنكته و بالثقة المولوية التي يحظى بها لبلورة سياسة المدينة وفق مفهوم الحكامة ، ستنوء بثقلها على الفاعلين السياسيين والسلطات المحلية لتدبير الشأن المحلي .
. تدبير ملاعب القرب بعمالة جماعة الحي الحسني :
لقد ألقى موضوع الملاعب بجدل عميق داخل الأوساط الرياضية وجمعيات المجتمع المدني ، حيث تعرف جميع أنواع منصات وسائل التواصل الاجتماعي تراشقا واتهامات بين الفاعلين في مجال تدبير هذا القطاع ، باعتبار الرياضة المحصن الأول للشباب وللناشئة ومتنفس جدير بالاهتمام ، بعيدا عن الصراعات الضيقة للفاعلين السياسيين الذين لجموا التدبير الموضوعي لاستفادة الناشئة وشباب المنطقة ، وفق برنامج تنظيمي متكامل يتوافق واستغلال ملاعب القرب التي تدبر بطرق وبأخرى ، مما يطرح عدة تساؤلات حول الاستراتيجية المتبعة في تدبير هذا القطاع ، الذي خصصت له الدولة ميزانية كبير بإنشائها لملاعب متكاملة ، تستدعي في هذا الإطار مواكبة شمولية وجذرية من إصلاح وترميم لفضاءاتها ، انطلاقا من البستنة إلى الأرضية والسياج …فهل ستشكل هذه الزيارة التفقدية دفعة لتنصب الجهات المسؤولة على الاهتمام بالجانب اللوجيستيكي والبيئي ، للحفاظ على سيرورة هذه الملاعب .
. المحاور والمسالك الطرقية :
لقد عرت أمطار الخير على واقع الطرق وخصوصا بالأحياء القديمة ، حيث اعتمدت المجالس التي تعاقبت على تسيير مقاطعة الحي الحسني على سياسة ترقيع الطرق المحفرة ” بالزفت ” ناهيك عن عملية الأشغال التي قامت بها إحدى الشركات بجنان اللوز ، بحفر إحدى الطرق المتواجدة بجانب ملاعب القرب ، التي مازالت تنتظر عملية تبليط ، مما يستدعي تدخلا عاجلا من أجل احتواء المشاكل التي تتخبط فيها الساكنة ، علما أن هذه الطريق تشكل ممرا رئيسيا للسيارات والشاحنات …
. ظاهرة العنف ورشق السيارات وكسرها :
استفحلت ظاهرة الاعتداء وكسر السيارات بشكل كبير من طرف أشخاص جانحين و مدمنين ، خاصة بعد شهر رمضان الفضيل، حيث عرفت وسائل التواصل الاجتماعي نشر مجموعة من أعمال التخريب والاعتداءات ، مما استدعى تدخل رجال الشرطة من أجل إيقاف كل أشكال العنف ، باعتبار أن منطقة الحي الحسني عرفت توسعا عمرانيا ، إلا أن السؤال المطروح ، ماهي الاستراتيجية التي يجب تتبعها من أجل احتواء هذه المشاكل الأمنية ، علما أن فرص توجيه الشباب نحو الرياضة والعمل الجمعوي الهادف من أنشطة تربوية وترفيهية ورياضية بعيدا عن العنف وتناول المخدرات والجنوح نحو كسر ورشق سيارات الساكنة والاعتداء على المارة ، يفرض إشراك جميع الفعاليات المجتمعية والسياسية من أجل تدبير شمولي للأمن المجتمعي ، بالاهتمام بهذه التمظهرات التي أصبحت تقض مضاجع العائلات والمجتمع برمته .
الشراكة المجتمعية :
لم تنأى الأنشطة التي تقوم بها بعض الجهات عن تكريس واقع اللامبالاة بجوهر الأنشطة المجتمعية التي تشكل رافعة للتنمية المحلية، مما يستدعي عقد شراكات مع الفاعلين الناشطين في جميع المجالات درءا للفراغ الذي يعرفه المجال إن على مستوي التكوين والتأطير أو على مستوى تكوين المستشارين وتلقينهم أبجديات الشأن المحلي ، على غرار عمليات “الرسكلة ” التي كانت تقوم سابقا وزارة الداخلية بمركز التكوين، مع تنظيم مناظرات في موضوع الشأن المحلي ، لملامسة جميع المشاكل المطروحة .
. دور الفاعل السياسي ” المستشار الجماعي ” :
إن الفسيفساء الحزبي داخل النسق المجتمعي ، شكل دوما آلية للتدبير الجماعي ، حيث تتلاقى المصلحة الشخصية ومصالح المواطن ، وقد أبانت صناديق الاقتراع عن تمظهرات انتقائية لأشخاص بعيدين كل البعد عن الألوان الحزبية وآثارها على المواطن الذي فقد ” الثقة في الحزب ” ليصوت على الشخص ” المستشار ” الذي أصبح يتحكم في آليات الشأن المحلي ويقف حجرة عثرة لمسار التنمية المحلية، انطلاقا من موقعه داخل الأغلبية أو المعارضة .
وما جماعة الحي الحسني التي تعاقبت عليها المجالس بكل تشكلاتها إلا دليلا عميقا على واقع السياسة الممنهجة التي حالت دون تنمية المنطقة ، رغم تعاقب مجموعة من المستشارين على الجماعة ودرايتهم الكبيرة والعميقة بالمشاكل التي تتخبط فيها المنطقة ومساهمتهم في استشراف المستقبل وفق المتغيرات المجتمعية ، وهذا ما يعكسه الجدل والصراع الذي تعرفه دورات مقاطعة الحي الحسني ، وما تفضي اليه من نتائج عكسية تؤجل دوما المشاريع المستقبلية ، ناهيك عن الإصلاحات وغيرها .
وأمام هذا الوضع الذي أصبح رهين عناوين عريضة تتصدر يافتات التعليقات أن ” السيد مهيدية مشا صباح لحي الحسني يشوف فين وصلو فالاصلاح ديال شارع أفغانستان، بان ليه داكشي ماهواش، و الأشغال متعطلات بزاااف، وهو يمشي معصب ، داك الشارع مدة هادي وهوما كيعاودو فيه ومزال ماكملوه بيزااار. “
أمام هذا الوضع ، تهيب الساكنة بمجلسها الجماعي بتسريع وثيرة الإصلاحات وفق ما يقتضيه القانون بعيدا عن الصراعات الضيقة خدمة للصالح العام ، واستحضار الثقة التي وضعت في ممثلي المواطنين .