نجيب النجاري
في استياء عارم لساكنة دوار ايت إدريس الدواوير المجاورة وجمعيات المجتمع المدني بمنطقة بونرار التابعة بعمالة تارودانت تيزن من الأضرار التي يخلفها الرعاة الرحل في الممتلكات و التجاوزات الخطيرة و اللامسؤولة و التي تستهدف مغروسات و مزروعات و أشجار وتعريض ومهاجمة كل من يعترض عبثهم و في قلب الدواوير بمهاجمة الممتلكات وغيرها .
ورغم التعامل الأخوي والتقليدي لأبناء المنطقة ، إلا أن الوضع الحالي جد خطير ما زال قائما ومستفحلا بين الرعاة الرحل والأهالي، منعكسا بمشاكله على الواقع الرعوي ، وما يسببه من مواجهات وتوثرات واعتداءات لفظية وجسدية واستفزازات بسبب النمط التقليدي للرعي الذي عرت عليه السنوات العجاف إبان فترة الجفاف في الجنوب ، الذي ارتبط ارتباطا وثيقا بالدورات المناخية ، كون القبيلة ” الرعاة ” دأبت على الإستقرار في الأماكن التي اعتادتها وفق توزيع محكم لا يؤثر على محيط القبائل المستقبلة ، في إطار من التعايش الذي كان سائدا منذ القدم ، ليتحول إلى وضع كارثي يؤثر سلبا على مستوى المنطقة برمتها وفي انتهاك صارخ للقانون .
من هنا تطرح عدة تساؤلات حول بروز عدة ظواهر سلبية ،خرجت عن المألوف المعاشي التعايشي ليصل إلى مستوى استغلال ” النمط القديم التقليدي المألوف”، ويتحول إلى نمط استثماري مقاولاتي فيودالي متنقل، برعي قطعان كبيرة من الإبل والأغنام والماعز ، في ضرب صارخ لمفهوم التعايش الذي تحول الى استغلال كلي وتأجيج لوضع كارثي ، لتصبح بذلك المنطقة برمتها بؤرة للتوثر بين الساكنة والرجل مما ينذر دوما بمزيد من التوثرو الصراعات .
وفي ظل هذا الوضع تطالب ساكنة دوار ايت إدريس الدواوير المجاورة وجمعيات المجتمع المدني بمنطقة بونرار التابعة بعمالة تارودانت في بلاغ لها بضرورة إيجاد حلول ناجعة لهذه المشاكل مع تطبيق القوانين و المراسيم المعمول بها في مجال الرعي لرفع الظلم عنها والحد من الفوضى بإبعاد الرعاة لجحافل الابل والاغنام عن محيط الدواوير ، مع العمل على ضرورة إخلاء جميع ” الرعاة الرحل ” للأراضي المستغلة قصد مباشرت حرث الأراضي .
كما تطالب الساكنة كذلك إيفاد اللجن المحلية المختلطة لتقف وتعاين عن قرب حجم الأضرار التي يخلفها الرعاة الرحل في الممتلكات و المغروسات ، مع البحث و تحديد هوية أصحاب القطعان من خلال الإحصاء الذي يشمل جميع القطعان .