
شباب حي التنمية بسيدي رحال الشاطئ يطلقون مبادرة تطوعية لتنظيف الحدائق وصباغة ممرات الراجلين: دعوة لتفعيل دور الجماعة والمنتخبين
متابعة : يوسف عبو ://
في خطوة تعكس وعيًا بيئيًا وروحًا عالية من المسؤولية، أطلق شباب حي التنمية بسيدي رحال الشاطئ مبادرة تطوعية متميزة لتنظيف الحدائق العمومية، وصباغة جنبات الطريق وممرات الراجلين، مساهمين بذلك في تجميل الحي وتحسين ظروف عيش الساكنة.

المبادرة، التي لقيت استحسانًا واسعًا من سكان الحي، انطلقت صباح الأحد بمشاركة عدد من شباب المنطقة، الذين تجندوا بمعدات بسيطة ولكن بعزيمة قوية، لتنظيف المساحات الخضراء التي تعرف إهمالًا واضحًا منذ شهور، وصباغة الأرصفة والممرات في محاولة لإعادة الاعتبار للحي الذي يعاني من تراجع في الخدمات الجماعية.

وفي حديث مع أحد الشباب المنظمين، أكد أن هذه المبادرة “هي دعوة صريحة لتحفيز الجميع، من ساكنة وسلطات محلية، على التفاعل مع قضايا الحي، وأن شباب سيدي رحال واعون بأهمية الانخراط في تنمية محيطهم رغم محدودية الإمكانيات”.

وأضاف: “الهدف ليس فقط التنظيف، بل توجيه رسالة إلى الجماعة المحلية والمنتخبين لتحمّل مسؤولياتهم والقيام بمهامهم في صيانة الفضاءات العمومية، التي تُركت لسنوات دون تدخل يُذكر”.
وتُثير هذه المبادرة التساؤلات حول الدور الحقيقي للجماعة الترابية بسيدي رحال الشاطئ والمنتخبين المحليين، الذين يفترض أن يكونوا في طليعة المدافعين عن تحسين البنية التحتية وتوفير بيئة نظيفة تليق بالمواطنين. فرغم المجهودات الفردية التي يبذلها الشباب، فإن غياب الدعم اللوجستي والمواكبة من طرف المسؤولين يجعل هذه المبادرات محدودة الأثر على المدى البعيد.

ويطالب عدد من المواطنين بضرورة تفعيل آليات التعاون بين المجتمع المدني والجماعة، ووضع برامج واضحة للصيانة الدورية للحدائق والطرق، بدل الاكتفاء بردود فعل مناسباتية.

تبقى مبادرة شباب حي التنمية نموذجًا يُحتذى به في المواطنة الفعالة، ورسالة قوية موجهة إلى الجهات المسؤولة مفادها أن التغيير يبدأ من الأسفل، لكنه لن يكتمل إلا بدعم من الأعلى. فهل تستجيب الجماعة المحلية وتُحول هذه الشرارة الشبابية إلى برنامج عمل مستدام؟