
عقوق الوالدين… ظاهرة خطيرة تهدد القيم الأخلاقية والاجتماعية
سعيد بيار://
في السنوات الأخيرة، تصاعدت حالات عقوق الوالدين بشكل ملحوظ، ما أثار حالة من القلق والجدل الواسع على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة مع تداول مقاطع فيديو ومواقف مؤلمة يظهر فيها الأبناء وهم يسيئون معاملة آبائهم علنًا، دون خجل أو وازع ديني أو أخلاقي.
هذه الظاهرة التي باتت تنتشر في بعض البيوت العربية، تُعد من أخطر المشكلات الاجتماعية، كونها تمس جوهر القيم والتقاليد التي تربّت عليها مجتمعاتنا. فالعقوق لا يقتصر فقط على الأذى الجسدي، بل يشمل الإهمال، واللفظ الجارح، والتقصير في الرعاية، وحتى التخلي التام عن الوالدين في الكبر، وهي مرحلة يكونان فيها بأمسّ الحاجة للدعم والحنان.
يرى مختصون أن من أبرز أسباب هذه الظاهرة هو ضعف الوازع الديني، والتأثير السلبي لوسائل الإعلام والمحتوى غير المنضبط على الإنترنت، إلى جانب غياب دور الأسرة في تربية الأبناء على احترام الكبير، وتقدير تضحيات الآباء.
ويشير الدكتور (فلان)، أستاذ علم الاجتماع، إلى أن “الابتعاد عن تعاليم الدين، والانشغال بمغريات الحياة المادية، ساهم في تآكل العلاقات الأسرية، وأدى إلى نشوء جيل لا يعرف قيمة الوالدين إلا بعد فوات الأوان”.
لا تقتصر تداعيات عقوق الوالدين على الأسرة فقط، بل تنعكس على المجتمع ككل، إذ تؤدي إلى ضعف الروابط الاجتماعية، وزيادة النزاعات، وانهيار منظومة الاحترام المتبادل، مما يُنذر بمستقبل غامض لجيل لا يُقدّر من رَبّاه وسهر على راحته.
لمواجهة هذه الظاهرة، يجب تفعيل دور المؤسسات التربوية والدينية والإعلامية في توعية الأبناء، وضرورة سنّ قوانين أكثر صرامة لحماية الوالدين من الإهمال أو الإساءة. كما أن القدوة الحسنة داخل الأسرة تلعب دوراً جوهرياً في ترسيخ هذه القيم.
في النهاية، يبقى البر بالوالدين من أعظم القيم التي يجب أن نغرسها في نفوس الأبناء، فهي لا تعود بالنفع على الوالدين فقط، بل على المجتمع بأسره