فوضى غير خلاقة في الإعلام الوطني
بقلم : توفيق ناديري :
وصلت حدة الفوضى في المؤسسات والهيآت والشركة السمعية البصرية،لمستوى غير مسبوق في العشرين سنة الأخيرة .
كان من الطبيعي أن تجد خلا هنا أو هناك ،فتعبره تصحيحا لمسار، أو هجوما لتصفية حساب معين يكون في الغالب عابرا،لكن أن تجد كل القطاع برمته يعيش فوضى ،فهذا يفرض دق ناقوس الخطر وتدخل أصحاب الشأن والنيات الحسنة ،مخافة انهيار المنظومة على علتها.
وبكل تجرد ومسؤولية ،لم أتخيل مثلا، أن تتحول هيأة للتنظيم الذاتي التي حاربنا لإخراجها لحيز الوجود والدفاع عنها عبر سيرورة عملها ديموقراطيا وتشاركيا، أن تصبح خصما للصحافيين ،هذا أمر غريب ومقلق لنا جميعا ،فالأشخاص عابرون والحرص على مؤسسات الوطن ثابث.
المجلس الوطني للصحافة يجب أن يكون عنصر تجميع لكل القوى الفاعلة في المجال بصرف النظر عن الاختلافات والخلافات ،وما تابعناه كمنظمة على مدار السنوات ووثقناه من سلوكات غير صحية وغير مفيدة وصل بعضهما للقضاء بمختلف تخصصاته،يشعرنا بالقلق والتوجس على قطاعنا،فالأمر لا يتعلق برمزية بطاقة لا تغني ولا تسمن من جوع ،وإنما القلق الحقيقي هو المس بحرية التعبير وتعريض المخالفين لتبعات قانونية والإساءة لصورة بلادنا كدولة مرجعية راكمت تجارب وخبرات في مجال الحريات .
وبحكم حرصنا دوما على المصلحة وتغليبها مرارا في القضايا الإعلامية ،ندعو اللجنة المؤقتة قبل استقالنها، إلى التراجع عن كل القرارات السلبية التي يمكن أن تسجل في تاريخها ،وأن تعكف على مراجعة إقصاء صحافيين من حقهم في الحصول على البطاقة وفق القوانين وليس الاجتهادات وأن ترفع الحرج على القضاء ،مادام أن اغلب الملفات هي داخلية ويجب أن نحلها داخل بيتنا الداخلي دون تدخل أي طرف،ففلسفة التنظيم الذاتي هي أن نحصن بيتنا، لا أن نحتكم لجهة أخرى ولو كان ذلك حقا دستوريا لكل الأطراف.
الحكمة ضالة المؤمن وغير المؤمن
اللهم يسر
توفيق ناديري
. الناطق الرسمي باسم الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال
٠ الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام