ما بعد كورونا.. السياحة تتحول نحو الوجهات القروية والريفية.
فمنذ تدابير الإغلاق الصحي وبقاء الناس في منازلهم الذى فرضته جائحة فيروس كورونا المستجد، التي شلت الحياة العامة. وجعلت عواصم العالم التي كانت لا تتوقف فيهم الحياة إلى مدن أشباح. مما جعلت الطبيعة تستعيد أنفاسها، ومعها الكائنات المختلفة، حيث تذوقت الحيوانات والنباتات طعم الهدوء كما كان سائداً قبل عصور.
فتداعيات السلبية للجائحة كوفيد -19 التي تسببت في أزمة اقتصادية واجتماعية وصحية..، والتي تزامنت بسيد الفصول الأقرب إلى القلوب فهو فصل الربيع، فضلا عن التساقطات المطرية التي ارحمنا به الله بمختلف أنحاء البلاد. هذا، ربما يجعل الإنسان يدرك ما مدى قمة وأهمية الطبيعة التي هي غذاء الروح خاصة في هذه الأثناء “الحجر المنزلي”.
فعلى ذكر أهمية الطبيعة، فإن مستقبل المغرب السياحي لموسم صيف 2020، ربما قد يكون استثنائيا ما بعد كورونا.. في الوقت الحالي، لا نعرف متى أو كيف سيمر الوباء بعد الإعلان بالتمديد المدة للحجر الصحي إلى غاية 20 ماي، ولكن بمجرد تحسن أزمة الصحة العامة في المغرب سيحتاج المغاربة أكثر من مجرد إقناعهم أن السفر آمن، سيكونون بحاجة إلى رؤية التغييرات الملموسة الفعلية التي حصلت لجعل السفر أكثر آمنًا.. في حالة ما إذا إلتزام المغاربة بالشروط الصحية الضرورية، وبالتالي الابتعاد ولتفادي الازدحامات على الشواطئ، والأنشطة الموازية التي كانت تقام في كل موسم الصيف من مهرجانات وغيرها من الأنشطة.. وفي هذا الصدد من المتوقع أن تصدر السلطات المعنية قرار المنع القاضي بجميع الأنشطة على خلفية فيروس كورونا.
بالمناسبة قد وضعت المئات من الغرف رهن اشارة الطواقم الطبية العسكرية والمدنية ومرافقهم والسلطات، في إطار الانخراط بالوحدات الفندقية في هذه المبادرة التي تندرج ضمن الهبة التضامنية الوطنية، لمكافحة انتشار فيروس كورونا.
وفي هذا السياق فالرهان قد تكون نحو السياحة القروية، الوجهة السياحية البديلة للجيل من السياح المحليين من أجل إعادة الحياة الطبيعية والطمأنينة في نفوسهم، واقتسام التراث الطبيعي للمناطق البعيدة القروية، وتصبح تجربة الإقامات لدى أصحاب المآوي والمنازل أفضل من الفنادق المصنفة. السياحة القائمة على الطبيعة، وهي أداة حماية الموارد الطبيعية والتنمية المستدامة.والسفر المسؤول إلى المناطق القروية الطبيعية التي تدار بصورة مستدامة من قبل السكان المحليين. من شأنها فرصة لدعم النمو وزيادة فرص العمل والمبادرات، خاصة في المناطق الريفية المهمشة على سبيل المثال إقليم وزان وشفشاون والحسيمة، وقرى بالأطلس الصغير والكبير، والصحراء…
وفي الأخير.. نحو مفهوم جديد للتنمية السياحة القروية على الوزارة المعنية بالسياحة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار هذه الاقتراحات المتواضع من خلال: التخطيط العلمي السليم، والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية، من خلال احترام البيئة وحماية الموارد الطبيعية من الخراب والتلوث، بالإضافة إلى استيفاء كل مشروع سياحي قروي مجموعة من الشروط البيئية – لتكون التنمية السياحية صديقة للبيئة، والقيام بكل مشروع سياحي بتحديد وتقييم الأثر البيئي (إيجابي أم سلبي)، ووضع أصول وحلول لكيفية النهوض بالبيئة وحمايتها بالتصاميم المرتبطة بالبيئة والتي تعكس أصالتها.
عبد المالك بوغابة
رئيس المنتدى المتوسطي للسياحة