” مريسة دار بوعزة ” بين التهميش والفوضى

المريسة كما هي في ذاكرة البيضاويين ، مرفأ صغير لمراكب الصيد التقليدي ” بجانب ضريح سيدي محمد “الذي تكونت على أنقاضه وبركته ، قرية أو مريسة دار بوعزة أو مريسة طماريس ، مصدر رزق صيادي أبناء المنطقة .

شكلت منطقة دار بوعزة أو طماريس ، المتنفس البحري السياحي لساكنة الدار البيضاء ، بعد ان فقدت طابعها الفلاحي ، لتدخل غمار المشاريع التنموية الكبيرة ، واستثمارات هائلة ، بعد أن عرفت المنطقة تغييرا جدريا ، اقتصر على المشاريع السياحية الكبيرة ، ولم يطل هذه النهضة ” المريسة ” التي تتوافد عليها جميع الشرائح الاجتماعية ، قصد اقتناء السمك أو تناوله ، داخل بنيات لا تليق وواقع ” المريسة ” بصلة ، مع انعدام كلي للبنيات التحية .

في زيارة خاصة قامت بها ” كازاكود ” إلتقت رئيس جمعية أرباب وتجارة الصيد البحري التقليدي والطحالب بدار بوعزة السيد : “سعيد مرشد ” عبر لنا عن استيائه الكبير من الواقع المعاش داخل “المريسة ” من خلال توافد الزائرين عليها لاقتناء الأسماك أو غيرها ، حيث شكلت منطقة دار بوعزة، المتنفس الوحيد لساكنة الدار البيضاء ، بعد أن كانت تعتمد على الفلاحة ،أمام تنامي مشاريع سياحية كبيرة ، لم تنعكس إيجابا على المريسة التي عرفت توافد مجموعة من المتطفلين على القطاع وخصوصا بائعي السمك ” الكاخة” الذين يعرضون السمك الفاسد من منطقة الهراويين “، الذي لا يخضع لمعايير النظافة والمراقبة ، مما يعرض صحة الناس للخطر ، ناهيك على أن المريسة أصبحت سوقا عشوائية ، يجمع الخضر والتوابل وبائعي المتلاشيات وغيره ، بدون تدخل للجهات المسؤولة ، أو رقيب .
هذا الواقع اختزله رئيس الجمعية وبعض البحارين في كون المريسة ، تشغل ما يفوق أزيد من 100 مركب صيد تقليدي ، ويخصص ما يزيد 300 فرصة شغل ، أمام إكراهات عدم الاستفادة من البرنامج الوطني للصيد البحري ، نظرا لعدم توفر المريسة على البنيات التحتية الأساسية ، كمكان مخصص لتفريغ السمك والحفاظ عليه ، والهيكلة المتعلقة بالقطاع ، كعملية الصيد بالكوطا ، والمحافظة على الثروات السمكية وغيرها .
أما عن استراتيجية الجمعية ودورها في ملامسة واقع القطاع بمريسة دار بوعزة ، لبلورة مشاريع تروم ومواكبة كل المتغيرات ، منها ما هو متعلق بالمنطقة من جهة ، وملائمتها للبرنامج المسطر للنهوض بالقطاع ، مع الشركاء الأساسيين والسلطات المحلية وغيرها من الفعاليات ، وبفعل الارادة الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، وفي إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تم الحصول على جرار ، لجر المراكب ، والحوار الجاري مع السلطات المحلية في شخص عامل إقليم النواصر ، وتعاطيه مع الملف الشمولي للمريسة بكل تشكلاتها ،آملا أن يسير السيد العامل الجديد على دأبه وخطاه ، لإيجاد حلول لواقع المريسة التي تشكل مصدر رزق لهم .
مناشدا بذلك الجهات المختصة والمسؤولة وكل الفاعلين في القطاع ، العمل على احتواء مشكلة هذا القطاع ” بمريسة دار بوعزة ” ، والوقوف على واقع التهميش واللامبالاة والفوضى العارمة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *