
من حديقة عمومية إلى أرض محروثة بالجرار.. العبث والعشوائية يضربان سيدي رحال الشاطئ
سيدي رحال الشاطئ : كازاكودانفو ://
في مشهد عبثي لا يمت للتدبير الحضري بصلة، تحوّلت إحدى المساحات الخضراء المصنفة كحديقة عمومية في قلب جماعة سيدي رحال الشاطئ إلى أرض محروثة بجرار فلاحي، وسط دهشة وامتعاض الساكنة المحلية. الحديقة، التي كان من المفترض أن تكون متنفسًا بيئيًا ومكانًا للاستجمام للعائلات والأطفال، أصبحت اليوم ساحة ترابية تُثير تساؤلات عميقة حول من يتحمل مسؤولية هذا “الإبداع” في التدبير.
التحول الصادم الذي طال الحديقة العمومية لم يكن نتيجة زلزال أو كارثة طبيعية، بل تم بأدوات بشرية وقرار يُفترض أن يكون مؤطّراً قانونيًا وإداريًا. فهل صدر فعلاً ترخيص لتحويل هذا الفضاء الأخضر إلى أرض محروثة؟ وإذا كان الأمر كذلك، ما هي المبررات التي دفعت لاتخاذ هذا القرار؟ وأين هي الجهات الوصية من حماية المرافق العمومية وضمان احترام وظيفتها الأصلية؟
هذه الواقعة ليست استثناءً، بل تندرج ضمن سلسلة من مظاهر العشوائية التي تشهدها سيدي رحال الشاطئ، حيث يُسجّل تراجع مقلق في مستوى الحفاظ على المرافق العمومية، سواء من حيث التهيئة أو الصيانة أو الاستغلال. وهو ما يعكس غياب رؤية تنموية واضحة واستراتيجية حضرية حقيقية قادرة على تثمين الفضاءات العامة لا على طمسها.
عدد من المواطنين عبّروا عن استيائهم مما وصفوه بـ”الجريمة في حق البيئة والساكنة”، مشيرين إلى أن الحديقة كانت تشكّل المتنفس الوحيد في تلك المنطقة، قبل أن تتحوّل إلى أرض محروثة تثير الغبار بدل الأمل. وطالبوا بفتح تحقيق فوري في الموضوع وتحديد المسؤوليات، مع دعوة المجلس الجماعي إلى تقديم توضيحات للرأي العام المحلي.
الرهان اليوم لا يقتصر فقط على استرجاع الحديقة، بل على إرساء ثقافة تدبيرية جديدة تقطع مع منطق العبث والقرارات الارتجالية. المواطن في سيدي رحال الشاطئ لم يعد يطلب المعجزات، بل فقط احترام حقه في بيئة سليمة، ومرافق لائقة، وقرارات نابعة من حاجياته لا من مزاجية المسؤولين.