وفاة طفل في مكناس بسبب عصير منخفض الثمن تثير جدلا واسعا ودعوات لفتح تحقيق عاجل

أثارت وفاة طفل يبلغ من العمر ست سنوات بمدينة مكناس، إثر إصابته بتسمم غذائي يُشتبه في أنه ناتج عن تناول عصير معلب بثمن درهم واحد، صدمة وغضبا عارمين على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط دعوات لفتح تحقيق عاجل وتشديد المراقبة على المنتجات الغذائية منخفضة الثمن الموجهة للأطفال.

وأفاد المرصد المغربي لحماية المستهلك، في بيان رسمي، أن الطفل ظهرت عليه أعراض خطيرة بعد ساعات قليلة من تناوله العصير، من بينها آلام حادة في البطن، وارتفاع شديد في درجة الحرارة، وتدهور سريع في حالته الصحية، ما استدعى نقله إلى المستشفى، حيث فارق الحياة رغم محاولات الطاقم الطبي لإنقاذه.

ودعا المرصد السلطات المختصة إلى فتح تحقيق شامل ومستعجل لتحديد مصدر هذا المنتج المشبوه، والكشف عن سلسلة توزيعه ومكونات محتواه، مؤكدا على ضرورة إخضاع جميع المواد الغذائية منخفضة السعر، وخاصة تلك الموجهة للأطفال، لرقابة صارمة ومتواصلة.

كما طالب عدد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتشديد العقوبات على الشركات التي تسوّق منتجات غذائية رخيصة الثمن دون احترام معايير السلامة الصحية، معتبرين أن “رخص الثمن لا يمكن أن يكون مبررا لتهديد صحة المواطنين، وخاصة الأطفال”.

من جهتها، لم تصدر الجهات الرسمية حتى الآن أي بلاغ رسمي بشأن الحادث، فيما أفادت مصادر محلية أن المصالح الصحية والسلطات الأمنية باشرت تحقيقاتها الميدانية، وتم حجز عينات من المنتج المشتبه فيه قصد إخضاعها للتحاليل المخبرية.

ويعيد هذا الحادث المأساوي إلى الواجهة إشكالية مراقبة جودة المنتجات الاستهلاكية المنتشرة في الأسواق المغربية، والتي تُباع أحيانا بأثمنة رمزية دون التحقق من شروط إنتاجها وتخزينها وتوزيعها، مما يثير مخاوف متزايدة حول سلامة المستهلكين، خاصة في الفئات الهشة.

ويأمل المواطنون أن يشكل هذا الحادث المؤلم منعطفا حقيقيا في سياسات مراقبة المواد الغذائية، حتى لا تتحول بعض المنتجات الرخيصة إلى خطر قاتل يهدد حياة الأبرياء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *