
بقلم: عزالدين العلمي
كشفت مصادر موثوقة عن المعاناة المستمرة لسكان منطقة “بوليكوما أولاد بن عمر الدحامنة” التابعة لإقليم النواصر، جراء الإهمال المتزايد للبنية التحتية والخدمات الأساسية، رغم تصنيف المنطقة كمنطقة سكنية. وتشتكي الساكنة من اختناقات تنموية حادة تهدد استقرار حياتهم اليومية، في ظل غياب مبادرات جدية من السلطات المحلية لمعالجة هذه الأوضاع.
من أبرز التحديات التي تواجه سكان المنطقة، عدم وجود “مدرسة إعدادية”، حيث يقتصر الأمر على وجود مدرسة ابتدائية واحدة فقط، مما يضطر الطلاب إلى قطع مسافات طويلة خارج المنطقة، ما يزيد من الأعباء على الأسر ويضع الأطفال في مواجهة مخاطر التنقل، مما يهدد استمراريتهم التعليمية، خاصة في غياب حلول عاجلة من “المجلس الجماعي” ووزارة التربية الوطنية.
وتتعرض المنطقة إلى عزلة شديدة خلال فصل الشتاء، حيث تتحول الشوارع والأزقة إلى مستنقعات من الوحل بسبب الأمطار الغزيرة، مما يؤثر سلبا على حركة السيارات وخاصة سيارات الإسعاف، ويعرض حياة المرضى للخطر. كما تعاني المنطقة من غياب “شبكة صرف صحي”، مما يتسبب في فيضان مياه الصرف في الشوارع وينشر روائح كريهة ويزيد من انتشار الأوبئة.
رغم وجود مشاريع اقتصادية مرخصة من قبل “المجلس الجماعي”، إلا أن المنطقة تفتقر تماما إلى المرافق الصحية والرياضية والمساحات الخضراء، في تجاهل تام لمعايير التخطيط الحضري. والأدهى من ذلك، أن المشروع الأبرز في المنطقة “مشروع بوليكوما”، الذي مضى على انطلاقه عقد من الزمن، لم يساهم في تحسين الظروف المعيشية بل ضاعف من الأزمات.
تتساءل الساكنة عن سبب إصدار التراخيص للمشاريع دون فرض توفير مرافق مصاحبة، مما يعكس تقصيرا واضحا من “المجلس الجماعي” والسلطات المحلية في مراقبة التنفيذ والالتزام. يطالب الأهالي بتحرك عاجل لإنهاء معاناتهم، من خلال تعبيد الطرق، وبناء مدارس إعدادية، وتطوير شبكة الصرف الصحي، مع تفعيل الرقابة على المشاريع لضمان تنمية مستدامة.
لقد أصبحت “بوليكوما أولاد بن عمر الدحامنة” نموذجا صارخا لغياب العدالة المجالية، حيث تحرم حقوق السكان الأساسية من الخدمات إلى مجرد وعود لم تتحقق بعد. يستدعي ذلك تدخلا سريعا من السيد والي جهة الدار البيضاء-سطات، و المسؤولين المحليين، لتحويل صرخات الساكنة إلى أفعال ملموسة تضمن كرامة العيش لهذه الفئة من المجتمع التي تنتظر بصيصا من الأمل.