في مشهد يختزل حجم الغليان داخل قطاع حيوي و حساس، فجّرت النقابة المغربية لمهنيي المستلزمات و المواد الصحية قنبلة من العيار الثقيل، ببيان ناري صدر عقب اجتماع ساخن جمعها بالمدير العام للوكالة المغربية للأدوية و المنتجات الصحية يوم الجمعة 25 أبريل 2025.

اللقاء الذي انتظره المهنيون لسنوات، تحوّل إلى منصة للتصعيد، حيث لم تتردد النقابة في كشف المستور و التنديد بـ”الشلل الإداري” و ” البيروقراطية القاتلة” التي تخنق أنفاس الشركات، و تدفع بالقطاع نحو الهاوية.

لم يعد الأمر يقتصر على تأخر بعض الملفات أو إشكال قانوني عابر، بل نحن أمام أزمة مكتملة الأركان. النقابة تحدثت عن:

  • شلل في إصدار الشهادات و التراخيص رغم استيفاء الشروط.
  • تمييز في معالجة الملفات بين شركات تحظى بالأولوية و أخرى تترنح في طوابير الانتظار.
  • بيروقراطية تهدر الوقت و المال، و تهدد مئات الأسر التي تعيش من هذا القطاع.

في محاولة لامتصاص الغضب، أبدى مدير الوكالة نوعًا من الانفتاح، مُقرًا بوجود اختلالات، و متعهدًا بإصلاحات داخلية و تقييم شامل لعمل الإدارة. لكن النقابة، التي أظهرت حذرًا واضحًا، أكدت أن زمن الوعود قد ولى، و أنها لن تقبل سوى بإجراءات فورية و ملموسة.

ما بين التحذير الصريح و التصعيد الممكن، وضعت النقابة الكرة في ملعب الوكالة، مشيرة إلى أنها ستتابع الوضع عن كثب، و لن تتوانى في اتخاذ قرارات أكثر صرامة إن لم تتم الاستجابة الفعلية و السريعة لمطالب المهنيين.

في ظل تعثرات متراكمة و احتجاجات تلوح في الأفق، يبدو أن قطاع المستلزمات و المواد الصحية بات على حافة الانفجار. فهل تتحرك الجهات المعنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أم أننا أمام بداية لأزمة قد تُعطّل النظام الصحي برمّته؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *