
بنايات بدار بوعزة إقليم النواصر بين الهدم والتشييد: مشروع متوقف منذ 1996 يتحول إلى وكر للمتشردين والمنحرفين
سعيد بيار: //
في قلب دار بوعزة، وعلى الطريق الرئيسية التي تعبر الإقليم نحو العاصمة الاقتصادية، تقف بناية شاهدة على مشروع متوقف منذ 1996، حين نالت إحدى الشركات في تشييد مجمّع سكني مخصص لموظفي الجماعة المحلية. المشروع الذي قضت المحكمة بتعويض بحوالي 500 مليون سنتيم، عرف توقفًا مفاجئًا بسبب نزاع مالي بين الأطراف المتعاقدة، ليتحول الحلم إلى ورطة عمرها أكثر من 29 سنة.

ورغم أن الملف دخل ردهات القضاء، وصدرت فيه أحكام قضائية تقضي بالتعويض، إلا أن الوضعية القانونية للعقار لا تزال معلقة، وهو ما عطل استئناف الأشغال أو إصدار قرار بالهدم.
وتحولت البناية المهجورة إلى بؤرة سوداء تؤرق الساكنة، حيث أصبحت ملاذًا للمتشردين ومتعاطي المخدرات، ومرتعًا للأنشطة غير القانونية، من اختفاء قطاع الطرق إلى ممارسة الدعارة. مشاهد الخراب والعشوائية زادت من تعقيد المشهد الحضري للمنطقة، وطرحت تساؤلات عدة حول غياب الحزم في معالجة المشكل لأن السكان يطالبون بتدخل عاجل

يأمل سكان دار بوعزة في تدخل عاجل من السلطات المحلية والجهات المعنية، لإعادة النظر في وضعية هذه البناية، واتخاذ قرار حاسم إما باستئناف المشروع وفق رؤية جديدة تستجيب لمتطلبات الساكنة، أو الشروع في هدمها لطي صفحة عمرها ثلاثة عقود.
وفي انتظار ذلك، تبقى البناية شاهدًا صامتًا على إخفاق إداري، وواحدة من أوجه الفوضى العمرانية التي تعاني منها العديد من المناطق شبه الحضرية بالمغرب.
