“تحديات التعليم في بلادنا: هل سيصلح الميداوي ما أفسده الميراوي؟”

متابعة :سعيد بيار://


يُعد التعليم الركيزة الأساسية لبناء المجتمعات وتقدم الأمم، لكن واقع التعليم في بلادنا لا يزال يواجه تحديات جسيمة على مختلف الأصعدة. ومع كل تغيير وزاري، تتجدد آمال المواطنين في إصلاح هذا القطاع الحيوي. اليوم، بعد مغادرة شكيب الميراوي لمنصبه، يتطلع الجميع إلى الوزير الجديد، الميداوي، آملين أن يحمل معه رؤية إصلاحية حقيقية تعيد الاعتبار للمدرسة والجامعة العمومية.
تولى شكيب الميراوي حقيبة التعليم العالي في فترة حساسة، وجاء محملاً بوعود تطوير الجامعة العمومية، وربط التعليم بسوق الشغل، وتعزيز البحث العلمي. غير أن الواقع كشف عن إخفاقات متعددة: نتج عنها
ضعف البنية التحتية للجامعات: رغم الوعود بإحداث جامعات جديدة وتحديث المختبرات، لا تزال مؤسسات التعليم العالي تعاني الاكتظاظ وغياب التجهيزات الأساسية.
إصلاح التكوين البيداغوجي: لم ينجح مشروع إصلاح الإجازة في ثلاث سنوات (النموذج البيداغوجي الجديد) في كسب ثقة الأساتذة والطلبة على حد سواء. أما من ناحية
البحث العلمي: الميزانيات ظلت محدودة، والدعم للمشاريع الابتكارية كان انتقائيًا وغير شفاف بحسب عدة أصوات جامعية.
يواجه الوزير الجديد، الميداوي، تركة ثقيلة تتطلب قرارات شجاعة وإرادة إصلاح حقيقية. أبرز التحديات تشمل:
إعادة الثقة في المدرسة والجامعة العمومية: تراجع جودة التعليم دفع العديد من الأسر إلى التعليم الخصوصي، ما فاقم التفاوتات الاجتماعية.وظهور شريحة من المتمدرسين منعدمة الأخلاق تسوء لمستوى التعليم بالبلاد
الحوار مع الفاعلين التربويين: النقابات التعليمية تشكو من التهميش في عهد الميراوي، والميداوي مطالب بإعادة فتح قنوات الحوار الجاد.
لايمكن إصلاح التعليم دون الاهتمام بالعنصر البشري، وتوفير التكوين والتحفيز للأساتذة والمديرين. ودلك ب
محاربة الهدر المدرسي: آلاف التلاميذ يغادرون المدرسة سنويًا، خاصة في العالم القروي، بسبب الفقر أو بعد المؤسسات التعليمية. وكدا
رقمنة التعليم: ما زال التعليم الرقمي في بداياته، ويحتاج إلى بنية تحتية، تكوين، ومناهج مناسبة.
هل يحمل الميداوي رؤية إصلاحية حقيقية؟
تشير التسريبات الأولية إلى أن الميداوي يُؤمن بنموذج إصلاحي تشاركي، ويُراهن على إشراك الأساتذة والنقابات والطلبة في صياغة السياسات التعليمية. كما أنه يركز على ربط الجامعة بالمجال الاقتصادي عبر شراكات جديدة، دون أن يُهمل ضرورة تمويل البحث العلمي وتعزيز التكوين التطبيقي.
لكن الرؤية وحدها لا تكفي، فالمطلوب اليوم هو إرادة سياسية قوية، وميزانية محترمة، وتخطيط بعيد المدى يخرج التعليم من منطق الترقيع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *