غياب رئيسة جماعة دار بوعزة عن معرض طماريس يثير الجدل ويطرح أكثر من علامة استفهام

في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات، سجل عدد من المتتبعين والمهتمين غياب السيدة زينب التازي، رئيسة جماعة دار بوعزة، عن فعاليات افتتاح معرض التعاونيات المقام بمنطقة طماريس، وهو المعرض الذي يندرج ضمن إطار مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتساهم فيه جماعة دار بوعزة سنويًا بمبلغ يُقدر بـ 500 مليون سنتيم.

غياب المسؤولة الأولى عن الجماعة الترابية التي يُقام المعرض فوق ترابها، شكّل مفاجأة غير مفهومة لدى عدد من الفاعلين المحليين والمنتخبين، خاصة أن المناسبة تكتسي طابعًا تنمويا وتضامنيًا بامتياز، وترتبط مباشرة بمصالح الساكنة المحلية ودعم التعاونيات والمشاريع المدرة للدخل.

وقد طرح هذا الغياب جملة من الأسئلة المشروعة:

من يقف وراء تغييب رئيسة الجماعة عن حدث بهذا الحجم وبهذه الأهمية؟

من المسؤول عن اللجنة التنظيمية للمعرض؟ وهل تم إشراك كافة المعنيين، وعلى رأسهم الجماعة الترابية المستضيفة؟

هل كانت رئيسة جماعة دار بوعزة وأعضاء المجلس على علم رسمي بموعد تنظيم المعرض ومكانه؟

هل تتوفر شروط التنسيق والتواصل المؤسساتي المطلوب بين مختلف الفاعلين المحليين والسلطات الإقليمية؟

الأكثر من ذلك، يتساءل الرأي العام المحلي عما إذا كانت هناك جهات تسعى إلى تهميش دور الجماعة المنتخبة أو تقويض صلاحياتها، في تناقض صريح مع روح المقاربة التشاركية التي تنادي بها الخطب الملكية وتؤكد عليها التوجيهات الرسمية في مجال التنمية المحلية.

ويبقى السؤال العريض المطروح اليوم:
هل السيد والي جهة الدار البيضاء-سطات، والسيد عامل إقليم النواصر، على دراية بما يقع داخل دهاليز جماعة دار بوعزة؟ وهل هناك من يعرقل بشكل منهجي عمل المجلس الجماعي ويمنع رئيسته من أداء مهامها؟

الوضعية الراهنة بجماعة دار بوعزة تُنذر بتنامي مظاهر الغموض والارتباك في تدبير الشأن المحلي، ما يستوجب توضيحات رسمية وتدخلاً مؤسساتيًا يعيد الأمور إلى نصابها، ويضمن احترام قواعد الحكامة الجيدة والشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة.

فإلى متى سيستمر هذا “العبث التدبيري” الذي بات يؤرق الساكنة ويزرع الشكوك حول من يسير فعليًا دواليب الجماعة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *