الدار البيضاء تحتضن نسخة غير مسبوقة من البازار التضامني: دعم للمقاولة الصغيرة وترسيخ لثقافة الاقتصاد الاجتماعي

الدار البيضاء – في خطوة نوعية لتعزيز الإدماج الاقتصادي عبر بوابة الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، يشهد فضاء العنق بالدار البيضاء، من 26 يوليوز إلى 24 غشت 2025، تنظيم دورة استثنائية من البازار التضامني، بمبادرة من مركز محمد السادس لدعم القروض الصغرى التضامنية.

وتأتي هذه التظاهرة الاقتصادية والاجتماعية في أعقاب النجاح المتواصل للبازار التضامني بمدينة المضيق، لتشكل هذه المرة جسراً بين شمال المملكة والعاصمة الاقتصادية، عبر عرض متنوع للمنتجات المجالية والحرف اليدوية، التي تعكس غنى وتنوع التراث المغربي، وتحمل توقيع مقاولين صغار مستفيدين من دعم جمعيات القروض الصغرى.

أزيد من 400 عارض، يمثلون مختلف جهات المغرب، سيشاركون على مدى ثلاث فترات متتالية، تمتد كل واحدة منها لعشرة أيام، في فضاء أُعد خصيصاً لاحتضان مواهب مغربية صاعدة، تعرض منتجاتها من الإبداعات الحرفية، المنتوجات الطبيعية، النسيج، والصناعات الغذائية الفلاحية.

ولا يقتصر دور البازار على العرض والبيع فقط، بل يتعداه إلى كونه مختبراً حقيقياً للتمكين الاقتصادي، من خلال تنظيم ورشات تكوينية لفائدة العارضين، تتمحور حول حساب كلفة الإنتاج، التسعير الذكي، وتطوير المهارات التجارية والتسويقية، بهدف إعدادهم لمواجهة تحديات السوق والمنافسة.

ويؤكد المنظمون أن هذه النسخة تشكل منصة استراتيجية لتعزيز إشعاع المبادرات الفردية والمشاريع الصغرى، عبر توفير فضاء للتواصل والتبادل، وتحفيز روح المبادرة الذاتية، والرفع من قابلية تشغيل فئات واسعة من المواطنين.

البازار التضامني بالدار البيضاء هو أكثر من مجرد سوق موسمي، بل تظاهرة ذات بعد تنموي وإنساني، تجسد فلسفة القرب والدعم التي ينهجها مركز محمد السادس، وتجعل من الاقتصاد التضامني أداة فاعلة لإدماج الفئات الهشة، وتمكينها من بناء مستقبل مهني قائم على الاستقلالية والكرامة.

هذه المبادرة النوعية تكرس بجلاء مكانة البازارات التضامنية كرافعة تنموية قادرة على تحقيق التمكين الاقتصادي، وتقوية النسيج الاجتماعي عبر دعم الاقتصاد المحلي، في ظل التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى دعم المقاولة الصغرى والمتوسطة، وتكريس العدالة المجالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *