كارثة بيئية تهدد ساكنة البئر الجديد: الروائح الكريهة تُجبر الأسر على التفكير في الرحيل

البئر الجديد – كازاكودانفو

تحولت مدينة البئر الجديد، التي طالما اعتُبرت نموذجًا للهدوء والاستقرار الأسري، إلى ساحة لمعاناة يومية بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من مطرح النفايات المحلي، الذي بات يُشكل تهديدًا بيئيًا وصحيًا مباشرًا على السكان، وخاصة الأطفال وكبار السن.

في مشهد غير مسبوق، عبّر عدد كبير من ساكنة المدينة عن استيائهم العميق من استمرار هذه الوضعية الكارثية، مؤكدين أن الحياة أصبحت شبه مستحيلة في ظل تلوث الهواء وانتشار الروائح الكريهة على مدار اليوم.
وتقول إحدى الساكنات:

“لم نعد نفتح النوافذ. أبناؤنا يعانون من مشاكل في التنفس، والبعض يفكر جديًا في مغادرة المدينة رغم التعلق بها.”

تشير المعطيات إلى أن المطرح الحالي لم يُعد مؤهلاً لاستيعاب النفايات المتزايدة بالوتيرة نفسها التي تنمو بها المدينة. ومع غياب المعالجة البيئية السليمة، تتعفن النفايات في الهواء الطلق، مسببة انبعاثات قوية تُسيء لجودة الهواء وتهدد المنظومة البيئية للمنطقة.

ويحمّل المواطنون جزءًا من المسؤولية لـالسلطات المحلية، متسائلين عن سبب غياب خطط بديلة أو استراتيجية بيئية واضحة لمعالجة النفايات بطريقة حديثة ومستدامة.

في ظل هذا الوضع، أطلق السكان نداءات استغاثة إلى المسؤولين المحليين والإقليميين للتدخل الفوري وإيجاد حل جذري، سواء من خلال إغلاق المطرح الحالي أو تحديث نظام تدبيره بما يتماشى مع المعايير البيئية المتعارف عليها.

كما طالبوا بإشراك المجتمع المدني والجمعيات البيئية في صياغة الحلول، بدل الاكتفاء بالمسكنات الوقتية أو تجاهل المشكلة.

إن ما تعيشه البئر الجديد اليوم ليس مجرد إشكال تقني، بل أزمة بيئية وإنسانية تمسّ كرامة المواطن وحقه في هواء نقي وبيئة سليمة.
إننا أمام مفترق طرق: إما التحرك الآن، أو مواجهة عواقب صحية واجتماعية واقتصادية وخيمة في المستقبل القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *