دوار العويسات… ثروات المقالع بلا تنمية

بقلم الصحفي: سعيدبيار: إيير، إقليم آسفي://

يعيش دوار العويسات التابع لجماعة إيير بإقليم آسفي على وقع مفارقة صارخة بين غنى الموارد وفقر التنمية. فبينما تزدهر المقالع في المنطقة وتدرّ أرباحًا مهمة على الجماعة، يظل السكان المحليون يعانون في صمت من الإهمال والتهميش.

فالمقالع المنتشرة بالدوار تحولت إلى مصدر معاناة يومية للسكان بدل أن تكون رافعة للتنمية المحلية. فالغبار الكثيف والأتربة المتناثرة غطّت المنازل والأراضي الزراعية، وقضت على المجالات الرعوية التي كانت تشكل مورد رزق للعديد من الأسر. أما التفجيرات اليومية التي تستعمل لاستخراج الأحجار، فقد أصبحت تهدد سلامة الساكنة ومنازلهم المتشققة.

إلى جانب ذلك، تعاني المنطقة من بنية تحتية شبه منعدمة؛ طرقات مهترئة، أعمدة كهرباء متساقطة، ومرافق أساسية غائبة تمامًا. وهو ما يثير تساؤلات عديدة حول مصير عائدات المقالع ولماذا لا تنعكس إيجابًا على التنمية المحلية كما ينص على ذلك القانون التنظيمي للجماعات الترابية.

ويطالب سكان دوار العويسات الجهات المعنية بـإعادة النظر في سياسة توزيع مداخيل المقالع، وربطها ببرامج تنموية ملموسة تهم الطرق، الكهرباء، والماء الصالح للشرب، مؤكدين أن “من غير المعقول أن يعيش أصحاب الثروات في البؤس وسط الغبار”.

في ظل هذا الواقع المرير، يوجه سكان دوار العويسات نداءً عاجلاً إلى السيد عامل إقليم آسفي للتدخل العاجل من أجل رفع التهميش عن المنطقة، وإلزام الجهات المسؤولة عن المقالع باحترام التزاماتها البيئية والاجتماعية، ووضع حد للمعاناة المستمرة لساكنة تُطالب فقط بحقها في العيش الكريم وسط بيئة سليمة وتنمية عادلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *