لقاء تربوي تواصلي حول الصحة النفسية والتربية الدامجة بثانوية محمد السقاط بالنواصر

في إطار تفعيل البرنامج الوطني للتربية الدامجة، وتكريسًا لثقافة الانفتاح والحوار داخل الوسط التربوي، احتضنت الثانوية التأهيلية محمد السقاط التابعة للمديرية الإقليمية النواصر، لقاءً تربويًا تواصليًا متميزًا حول الصحة النفسية والتربية الدامجة بالمؤسسات التعليمية، بحضور ثلة من الأطر التربوية والإدارية، وأمهات وآباء وأولياء أمور التلاميذ.

افتتح اللقاء السيد مروان دحمون، مدير المؤسسة، بكلمة ترحيبية أكد فيها على أهمية ترسيخ مبادئ التربية الدامجة باعتبارها خيارًا استراتيجيًا يسعى إلى تحقيق تكافؤ الفرص بين جميع المتعلمين، مشددًا على دور المؤسسة التعليمية في احتضان التنوع والاختلاف باعتباره مصدر غنى وتكامل داخل المجتمع المدرسي.
وفي مداخلته العلمية، تناول السيد دحمون موضوع “علم النفس التربوي والدمج بالمؤسسات التعليمية والتربوية”، مبرزًا سبل إدماج مقاربات الدعم النفسي والبيداغوجي في العملية التعليمية بما يضمن النجاح الشامل للمتعلمين.

من جانبه، قدّم الأخصائي النفسي حمزة الكنافي عرضًا غنيًا حول “الصحة النفسية عند المتعلمين بالمدرسة العمومية”، تناول فيه أبرز العوامل المؤثرة في التوازن النفسي للتلميذ، مثل البيئة المدرسية، العلاقات الاجتماعية، وضغوط الدراسة، مع تقديم مجموعة من الآليات العملية للدعم النفسي داخل المؤسسات التعليمية.

أما الخبير النفسي محمد أمين الهاتفي، فقد سلط الضوء على موضوع “الاضطرابات التعلمية والتحولات النفسية عند المراهقين”، متوقفًا عند التحديات التي يواجهها المراهقون خلال هذه المرحلة الحساسة، ومؤكدًا على ضرورة اعتماد مقاربة تربوية دامجة وإنسانية تأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية والاحتياجات الخاصة لكل متعلم.

عرف اللقاء تفاعلًا كبيرًا من قبل الحضور، حيث تم فتح باب النقاش حول قضايا الصحة النفسية في المؤسسات التعليمية، ومواضيع من قبيل قلق الامتحان وسبل تجاوزه، وسيكولوجية المراهقة وتأثيرها على التحصيل الدراسي.
كما تمت الإشادة بالدور الحيوي الذي تضطلع به المستشارة في التوجيه نادية زاكي في مواكبة التلاميذ نفسيًا وتربويًا، إلى جانب أعضاء جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ الذين ثمنوا هذا النوع من اللقاءات التربوية الهادفة.

واختُتم اللقاء في أجواء من الارتياح والتفاعل الإيجابي، حيث قام السيد المدير بتقديم شواهد تقديرية للمشاركين والمؤطرين، اعترافًا بمساهماتهم القيمة في إنجاح هذا الحدث التربوي الهام.

شكل هذا اللقاء محطة نوعية في مسار المؤسسة نحو ترسيخ ثقافة الاهتمام بالصحة النفسية كأحد أعمدة التربية الدامجة، وأبرز التزام جميع الفاعلين التربويين بخلق بيئة مدرسية آمنة، دامجة، ومحفزة على التعلم، تُسهم في بناء جيل متوازن نفسيًا وفاعل مجتمعيًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *