نداء إلى المسؤولين قلوب الأطفال في كف عفريت من ينقد جمعية الأعمال الخيرية لعلاج القلب
الصحفي : نجيب النجاري :
سؤال للسيد وزير الصحة لماذا أوصدت جمعية الأعمال الخيرية لعلاج القلب أبوابها في وجه المرضى المبتلين بالقلب .
من يتذكر تلك الليلة التي انهمرت فيها دموع المغاربة ، بمشاهد حزينة ، ليلة تيليتون القلب المفتوح ، الذي نشطته السيدة نسيمة الحر ، ليؤسس لأول مركز اجتماعي طبي ، متخصص في أمراض القلب ، ساهم فيه كل المغاربة بأريحية وبكرم منقطع النظير ، ليتوج بتدشين جلالة الملك محمد السادس سنة 2004 .
و بعد أن استبشر مرضى القلب خيرا ،بهذه المؤسسة التي يسعى إليها كل المرضى المعوزين ، ليتوه كل الذين تابعوا علاجهم بها لسنوات ، واستأنسوا بأطبائها وطاقمها ، ليدخلوا في مطب البحث عما آلت إليه الجمعية ، كأطلال ، كون المركز موصد الأبواب، ولا من مستجيب ، بعد توقف ” جمعية الأعمال الخيرية لعلاج القلب ، عن إجراء الفحوص و العمليات الجراحية التي كان يستفيد منها المعوزون كبارا وصغارا .
هكذا خرج الدكتور سعيد جنان، ليجيب على هذا السؤال ، الذي طالما قض مضاجع المرضى الذين ألفوا التردد على جمعية الأعمال الخيرية لعلاج القلب ، من خلال تصريحه لجريدة الصباح التي عنونت مقالها ب ” ديون تفشل مصحة القلب المفتوح ” ، باعتبار أن الإجراءات الإدارية تجرى على قدم وساق ، لتفويت مصحة القلب المفتوح التابعة للجمعية الخيرية لعلاج أمراض القلب بالبيضاء .
من هنا تطرح عدة أسئلة ، حول قانونية عرض بيع المركز التابع للجمعية ، لأطباء مختصين في جراحة القلب ، علما بأن القانون المنظم للجمعيات ووفق فصل حل الجمعية ، تذهب أملاكها لجمعية ذات الأهداف المشتركة .
ناهيك أن جمعية الأعمال الخيرية لعلاج القلب لم توقف خدماتها ، فما جدوى مثل هذه الجمعيات التي تأسست سنة 1995 ، ليتوسع نشاطها إلى الوصول إلى الأهداف التي تتوخاها كل الجمعيات الفاعلة ، بتشييد مركز تابع لها يحمل اسمها ، بناء على مداخيل ومشاركة المغاربة من محسنين ودوي الأريحية، والشركات والمؤسسات ، وفق مقتضيات قانونها الأساسي والداخلي ،وتمتعها بالمنفعة العامة ، منذ سنوات .
رغم الديون الذي راكمتها الجمعية ، على حد تصريح الدكتور جنان ، أو مجموعة من الأسباب كانت وراء هذا القرار ، والمتمثلة في تخفيض أثمنة العمليات الجراحية التي كانت تتراوح مابين 15 و30 مليون سنتيم إلى مابين 6و12 مليون ، بالإضافة إلى رحيل مجموعة من الأطباء الذين زاولوا عملهم بالجمعية إلى مصحات خاصة ، رغم تقاضيهم لأجرة شهرية تتراوح ما بين 5 و 6 ملايين سنتيم .
فهل هذه الأسباب قمينة ، بأن يتم إيقاف خدمات هذه المؤسسة ، التي شيدت من أجل المعوزين المبتلين بمرض القلب، وهل يحق للجمعية أن تبيع هذه المؤسسة، التي ساهم فيها كل المغاربة ، ماديا ومعنويا ، باسم جمعية الأعمال القلب ، كان حريا على المكتب المسير، أن يحافظ على كيان هذه المؤسسة، وأن يحدو حدو مركز النور وغيره من المؤسسات ، التي تؤدي خدمات إنسانية جديرة بالتنويه .
هل تشفع هذه الأسباب، لبيع مؤسسة طبية في إطار جمعية ذات “المنفعة العامة ” ، ساهم كل من تعاقبوا على تسييرها في بلورة أعمالها، من أجل الصالح ، لتصبح بين عشية وضحاها ، مصحة خاصة ، وهل تفاوض المشترين حول كوطا 5 في المائة لصالح المعوزين ، ستحل هذا المشكلة اللغز .
لماذا لا يتم حل الجمعية ، وتطبيق مقتضيات قانون الأساسي للجمعية ، وتفعيل مفهوم التطوع الذي طالما يلوح به الجميع ، للحفاظ على هذا المركز الإنساني ، الذي شكل الوجهة الوحيدة ، للمرضى المعوزين ، من جميع أنحاء المملكة .
من المستفيد الأول والأخير منة هذا القرار، هل المكتب المسير للجمعية ، أم المرضى المعوزين .
إن الأمل في الجهات المسؤولة ، للوقوف على هذا الملف ، حفاظا على هذا المركز الإنساني ، الذي يعد معلمة ، ساهم في بلورتها مجموعة من الأعضاء النشيطين ، بمعية المواطنين المغاربة، وحتى لا تقبر هذه البنية، التي خضعت لمعايير دولية ، إن على مستوى الآليات ، أو البنية ، وحتى يجد المعوزون ضالتهم في هذه المنشأة الجديرة ، بالحفاظ عليها ، كرافعة للعمل الجمعوي الفعال .
الكل يراهن على ان هذا المركز الإنساني ، الذي ساهم في إغاثة مجموعة من المواطنين، أمام العوز والفاقة والفقر والحاجة ، وعلى الأطباء الذين ساهموا في بلورة هذا العمل الجمعوي الإنساني ، انطلاقا من الدكتور أزناك و الدكتور عبيد الله نجيب والدكتور هلال والدكتور الشفشاوني والدكتور الزبيدي وغيرهم ، أن يجيبوا على مجموعة من الأسئلة العالقة ، حول مآل هذا المركز الخيري الإنساني ، الذي يضع قلوب الأطفال في كف عفريت .
لدى تدخل جميع الفعاليات ، لضمان مجانية العلاج داخل هذا المركز الذي حمل الدكتور سعيد الجنان الكثير، بناء على تصريحاته ، وهل سوء التدبير كان سببا في تفويته للخواص .