المسفيويين يحتجون على الوزيرة المكلفة بالبيئة

وسط استنفار أمني كبير، احتشدت جموع غفيرة من الآسفيين، مساء الأحد أمام عمالة آسفي، احتجاجا على جلب نفايات ايطالية، وإحراقها بمعمل الاسمنت بجماعة أيير.
وفي الوقت الذي شكلت فيه هذه الوقفة الاحتجاجية الكبيرة، امتحانا حقيقيا للعامل الجديد الحسين شينان، فيما يرتبط بطريقة التعاطي مع وقفة احتجاجية من هذا الحجم، مع ما يتطلبه الأمر من تجنيد الأجهزة الأمنية، وتجنب وقوع أي انفلات أمني من شأنه أن يؤثر على سلمية الوقفة الاحتجاجية المذكورة، فقد انطلقت على وقع خلاف بين هيئات حقوقية وجمعيات مدنية من جهة وشباب آسفي من جهة أخرى، حول رفع لافتات تتعلق بتمثيليات جمعيات حقوقية وهيئات أخرى، مما خلف مشاذات كلامية انطلقت على وقعها وقفة الاحتجاج على جلب النفايات الايطالية، والتي شهدت حضورا كبيرا، ولم تخلوا في الكثير من مراحلها من حدوث اصطدامات بين الأطراف المشاركة فيها، واختلاف لوجهات النظر
حول بعض الشعارات المرفوعة، ومحاولة أطراف تحويلها إلى وقفة منددة بحكومة عبد الإله بنكيران، مما أفرغ هذه الوقفة وفي أغلب مراحلها من الغاية المرجوة منها، والمرتبطة أساسا بالتنديد بجلب النفايات الايطالية.
انسحاب عدد من الأطراف من هذه الوقفة، بعد ارتفاع حدة التوثر، كاد أن يفجر انفلاتا أمنيا خطيرا، لاسيما وبعد أن سيطر عدد من الشباب على مختلف جنبات الوقفة الاحتجاجية وانفرادهم برفع شعارات، ومحاولتهم الخروج عن رقعة الساحة المحتضنة للاحتجاج، وتأكيد عدد من المنسحبين على عدم رضاهم حول بعض الشعارات المرفوعة، بعد أن كانوا قد حذروا قبل بداية الوقفة من محاولة الالتفاف عليها، وتحويرها نحو تصفية بعض الحسابات الشخصية الضيقة، والاستغلالي السياسوي الانتخابي لها.
ما رسمته وقفة الأحد، هو التواجد الفعلي لعدد كبير من المسفيويين الحقيقيين، الذين احتجوا بقوة ورفعوا شعارات منددة بتحويل آسفي إلى مزبلة، وتخندقوا من خلال شعاراتهم الحقيقية فقط ضمن صف الدفاع عن آسفي.
ما رسمته الوقفة الاحتجاجية مساء الأحد حول النفايات الايطالية، يبرز أن فعل الاحتجاج السلمي الحقيقي بآسفي، مازال يحتاج إلى نضج حقيقي والى
ضرورة الإيمان بالاختلاف، وبتواجد مختلف الأطياف والمشارب برقعة واحدة، قد يكون المبتغى الوحيد منها هو الدفاع عن حق مهضوم لآسفي.
ما يستنتج من وقفة الأحد، أن الفعل الاحتجاجي الحضاري، الغير الموجه، يحتاج هو الآخر إلى نضج من يشارك فيه، أو من يحاول تحقيق مآرب خاصة من خلال المشاركة فيه.

ما سجلته وقفة الأحد، وحز في النفس، هو تدخل رجال الأمن وفي العديد من اللحظات إلى اصطفائيين لوقف لهيب اصطدامات كانت تتفجر كل لحظة وحين بين عدد من الأطياف المشاركة في هذه الوقفة…والتي يحتاج ما وقع خلالها من خلافات بين المشاركين فيها… إلى وقفة حقيقية لتصحيح مسار أي احتجاج آخر مماثل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *