الأم حب بلا حدود وعطاء وحنان غير مفقود في زمن غاب فيه العطاء والجود

سعيد بيار://

في زمن تتسارع فيه التحولات وتتبدل فيه المواقف والعلاقات، تظل الأم الثابت الوحيد في معادلة الحياة، حبّها لا يتغير، وحنانها لا ينضب، مهما كبرنا أو تغيرت ظروفنا. هي الحضن الدافئ، والمأوى الآمن في وجه تقلبات الزمن. كل من حولك قد يتغير: الأصدقاء، الأقارب، وحتى الأيام، لكن الأم تبقى بقلبها، بصبرها، وبعطائها اللامحدود.

لا توجد لغة قادرة على وصف مشاعر الأمومة بدقة. منذ اللحظة الأولى التي تحتضن فيها الأم طفلها، تُولد قصة حب غير مشروطة، تستمر مدى الحياة. لا تطلب المقابل، ولا تنتظر الاعتراف، فقط تحب وتضحي بصمت. وفي كل لحظة ضعف يمر بها الإنسان، تبقى الأم أوّل من يشعر به، وأول من يهرع لاحتضانه دون أن يُطلب منها ذلك.

تقول فاطمة، طالبة جامعية: “في كل محطة من حياتي، كانت أمي هي من تدفعني للأمام. دعاؤها وابتسامتها هما سر قوتي.” أما حسن، موظف في القطاع الخاص، فيؤكد: “فقدت الكثير من الناس في حياتي، لكن ظلت أمي صامدة، تسندني وتخفف عني، هي الجدار الذي لا ينهار.”

رغم كل ما تقدمه الأمهات، يعيش بعضهن التهميش والنسيان، خاصة في سنّ متقدمة. البعض يجد نفسه في دار للعجزة، بعد أن أفنى عمره في تربية الأبناء. وهي مفارقة موجعة في مجتمعات يُفترض أن تقدّس الأم وتمنحها مقامًا ساميًا.

هذا الموضوع ليس فقط وقفة لتأمل عظمة الأم، بل دعوة صادقة لكل واحد منا لإعادة النظر في علاقته بأمه. فالكلمة الطيبة، والسؤال، والاهتمام، أبسط ما يمكن تقديمه لمن جعلت من حياتها جسراً لعبورنا نحو الحب والحنان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *