اندلاع حريق مهول في “لافيراي” السالمية بالدار البيضاء وصعوبة في السيطرة على النيران رغم مجهودات رجال المطافئ

شهدت منطقة السالمية بمدينة الدار البيضاء، في الساعات الأولى من صباح اليوم، اندلاع حريق ضخم في سوق قطع الغيار المستعملة المعروف باسم “لافيراي”، ما أثار حالة من الهلع في صفوف الساكنة والتجار على حد سواء.

ووفقًا لشهادات شهود عيان من عين المكان، فقد اندلعت ألسنة اللهب بشكل مفاجئ في أحد محلات السوق، لتنتشر بسرعة مهولة بسبب المواد القابلة للاشتعال التي تملأ المكان، من إطارات مطاطية، وزيوت محركات، وقطع غيار مشبعة بالمواد الكيميائية. وقد تسببت كثافة الدخان المتصاعد والحرارة المرتفعة في صعوبة الوصول إلى مركز الحريق.

ورغم التدخل السريع لرجال الوقاية المدنية، إلا أن صعوبة الولوج إلى الأزقة الضيقة المترامية داخل السوق وغياب منافذ منظمة لتسهيل عملية الإطفاء، شكل تحديًا كبيرًا لفرق الإغاثة، التي عبّأت عدداً كبيراً من الشاحنات والصهاريج لإخماد ألسنة اللهب.

وأكدت مصادر من عين المكان أن عناصر المطافئ تبذل مجهودات جبارة في ظل الظروف المعقدة للموقع، حيث ما يزال الدخان الكثيف يحجب الرؤية، وسط مخاوف من امتداد الحريق إلى المحلات المجاورة والمباني السكنية القريبة.

وقد حلت بعين المكان السلطات المحلية والأمنية، حيث تم تطويق محيط الحادث، وإخلاء المناطق القريبة من المواطنين لتفادي أي إصابات أو اختناقات. فيما لم تسجل إلى حدود اللحظة خسائر في الأرواح، بينما لحقت أضرار مادية جسيمة بعدد كبير من المحلات التجارية.

ويطرح هذا الحادث من جديد تساؤلات عدة حول شروط السلامة داخل الأسواق العشوائية، وضرورة تنظيمها وتجهيزها بأنظمة الوقاية ضد الحريق ومخارج الطوارئ، لتفادي مثل هذه الكوارث التي تتكرر كل موسم صيف تقريبًا.

ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد أسباب اندلاع الحريق، وسط ترقب واسع لنتائج البحث وللإجراءات التي قد تُتخذ لاحقاً من طرف السلطات المختصة لتفادي تكرار مثل هذه المآسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *