بفرصة تاريخية لاحتواء الاحتجاجات الشعبية وخروج الجيلZ للمطالبة المستحقات الشعب

بقلم : سعيد بيار ://

يشهد المغرب في الآونة الأخيرة موجة متصاعدة من الاحتجاجات الاجتماعية التي يقود جزء مهم منها شباب جيل Z (المولودون بين 1995 و2010)، والذين أثبتوا قدرتهم على التنظيم السلمي، واستعمال المنصات الرقمية لفرض قضاياهم على الأجندة الوطنية.
هذا الجيل، الذي نشأ في بيئة رقمية ويتقن أدوات التعبير السريع والمؤثر، نجح في تحويل الفضاء الافتراضي إلى ساحة ضغط سياسي واجتماعي حقيقية، بما يعكس انتقال الاحتجاج من الشارع التقليدي إلى الفضاء الرقمي المترابط.

يرى مراقبون أنّ المغرب يقف أمام فرصة تاريخية: فالتفاعل الذكي والهادئ مع مطالب هذا الجيل – بدل تجاهلها أو مواجهتها بالوسائل التقليدية – قد يفتح الباب أمام مصالحة واسعة بين الدولة والشباب، ويمنح البلاد فرصة لتجديد عقدها الاجتماعي بما يلائم تطلعات القرن 21.

ويعتبر خبراء أنّ نجاح السلطات في احتواء الاحتجاجات الشعبية عبر الحوار الشفاف والإصلاحات الملموسة، سيحوّل هذه الأزمة إلى نقطة تحوّل ديمقراطي، حيث يتحقق قدر من الانتصار لجيل Z الذي يطالب بالمشاركة والعدالة الاجتماعية والكرامة، دون المساس باستقرار الدولة.

إنّ الرهان اليوم ليس فقط في إدارة الأزمة، بل في استثمار لحظة الاحتجاج لإحداث إصلاح سياسي واجتماعي حقيقي يدمج طاقات الشباب ويعيد الثقة بين الشارع وصنّاع القرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *