المفرقعات تجتاح الاسواق المغربية من المسؤول ؟

لم تزل هناك الا بضع اايام من مناسبة عاشوراء، انتشرت المفرقعاتد بجميع الأحياء الشعبية بالمغرب خاص بالدار البيضاء، حيث بدأ دوي الانفجارات المفزعة يعلو كل ليلة، وذلك على الرغم من كون السلطات الأمنية تحاصر مروجي هذه المواد الخطيرة بعد صدور قانون يمنع استخدامها. فكيف تجد هذه المفرقعات طريقها إلى أيادي الأطفال والمراهقين؟

صبيحة الخميس 13 شنتبر 2018، وعلى بعد أسبوع عن موعد عاشوراء، ادهلني المشكل فخرجت ابحت عن أسواق بيع المفرقعات النارية بمدينة الدار البيضاء، فتم إرشادي إلى “درب عمر” و”درب غلف” و”درب السلطان”، فتوجهت على الفور صوب إحدى تلك الأسواق البيضاوية، محاولا منها كشف طرق ترويج هذه المواد الممنوعة قانونيا.

كما يتم تنبيهه إلى أن طريقة شراء المفرقعات مختلفة تماما عن طرق شراء المنتوجات الأخرى، فالمسألة هنا موضوع تحتها سطر أحمر بالخط العريض، مكتوب عليه “ممنوع ومحرم قضائيا”.

فتساءلت كيف تصل هده المحظورا ت إلى بائعي المفرقعات، فنصحوني بالدخول إلى عمق السوق، ثم التظاهر بالبحث عن شخص ما، وذلك ما
فعلته بالتمام، فإذا به شاب يرتدي قميص إحدى فرق كرة القدم البيضاوية العريقة، يسألني عن ما اريد، فاجبته: “أبحث عن قنابل عاشوراء”، ثم يطلب مني انتظار مجيء صاحب السلعة.

جلست في انتظار بائع القنابل، وحينها تأكد أن الشاب الواقف أمامه مجرد وسيط، يحجز المواعيد مع زبناء مشغله.

الساعة تشير إلى تمام التاسعة والنصف صباحا، يأتي البائع الرئيسي لقنابل عاشوراء، ثم يأخذ ني برفقته صوب سطح إحدى العمارات بالحي نفسه، وهناك يكشف له عن سلع المفرقعات النارية المتنوعة، والمخيفة عند رؤيتها للمرة الأولى.. وليس منظرها فقط ما يثير الرعب في النفوس وإنما أيضا أسماؤها التي تحيل أغلبها على كل ما هو مخيف ومرعب: “كرانادا داعش”، “صدام”، “كراناد”، “السيجار”، “النحلة و”الباراشوت”…

هناك، أمام باب غرفة في سطح العمارة، يفتح البائع-بحذر شديد- مخزن بضائعه فتفوح منه رائحة الخطر، ويعرض مختلف أنواع البضائع دون أن ينسى ذكر أسعارها بالجملة والتقسيط، معتقدا أنني اريد اقتناء البضائع لإعادة بيعها، فلم يبخل
علي بالنصائح بهدف تحقيق الربح السريع من خلال بيع ما سيقتنيه.

يطلبي معاينة البضائع التي عرضها علي البائع، عن كتب، ويستغل انشغال الأخير مع امرأة يبدو أنها تمتهن هذه التجارة غير المشروعة، فالتقطت خلسة صورا لأنواع مختلفة من المفرقعات، قبل أن يتظاهر بعدم قدرته على دفع الأسعار المطلوبة: النحلة بـ15 درهما، الباراشوت بـ40 درهما، والداعشية بـ90 درهما (أثمنة البيع بالجملة)، فينصرف مغادرا المكان تاركا البائع في حالة غضب وهو يهمهم بكلمات غير مفهومة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *