شبكة القراءة بالمغرب -تنسيقية أكادير – تستضيف رواية “هوت ماروك”
خديجة الحمراني
/::
في إطار احتفائها بالأعمال الأدبية الجديدة 2016 ، نظمت شبكة القراءة بالمغرب –تنسيقية أكادير- بشراكة مع إدارة دار الحي السلام وبدعم من وزارة الثقافة حفل توقيع ولقاء أدبيا مع الكاتب والشاعر ياسين عدنان حول آخر إصداراته عن دار نشر الفينيك: رواية “هوت ماروك” أو ما يحلو للبعض ترجمتها ب”المغرب الساخن”.
اللقاء احتضنته رحاب دار الحي السلام بأكادير يومه السبت 16 يوليوز 2016 ابتداء من الساعة السابعة وسيرته ببراعة الأستاذة القاصة بديعة الطاهري مع ورقة تقديمية للأستاذة الشاعرة آسيا الحياني التي قدمت فكرة عن محتوى الرواية وفصولها وشخوصها وتقنيات السرد المعتمدة من طرف الكاتب لرصد واقع المغرب والمغاربة في ظل مستجدات تكنولوجيا التواصل الاجتماعي في علاقتها بمنظومة القيم في المغرب، وقد نوهت الأستاذة الحياني في إطار استعراضها للغة والسرد في “هوت ماروك” باختيار الكاتب لتدويت الحقائق وتنويع اللغات من لغة راقية للغة يومية للغة سوقية وتنويع الإحالات التاريخية والأدبية وتسريع الأحداث والتكرار وجمالية البذاءة والقرف والحيوانية وبناءات إستعارية فريدة … ” وكلها تقنيات سردية جمالية تجعل من “هوت ماروك” رواية ساخنة جدا” حسب قولها.
وفي إطار مداخلته التوضيحية ارتآى الكاتب كمدخل للنقاش تناول أسباب نزوحه من عالم القصة القصيرة والشعر إلى فضاءات الرواية الشاسعة بأحداثها المتشابكة وشخوصها المعقدة التي تسائل طبيعة الإنسان المغربي بمختلف تجلياته الأخلاقية والإجتماعية والسياسية والإنسانية على العموم عبر اختيار الغوص في عالم الإنسان القابع وراء شاشات مواقع التواصل الإجتماعي وعبر اختيار شخصية “رحال العوينة” ليخبر الجمهور القارئ أنه ولهذا السبب استغرق خمس سنوات لكتابة روايته هذه .
بعد هذا المدخل لياسين عدنان تناول الحضور في تساؤلاتهم مجموعة من القضايا منها:
+ علاقة الكتابة بسؤال الوجود وتفتيت الذات الفردية والجماعية وسؤال الحريات،
+ علاقة الشعر بالرواية وكيفية إنتقالها من مجرد رصد لواقع معين إلى إعادة تنظيم لهذا الواقع،
+ مدى امتلاك الفن والأدب القدرة على الإرتقاء بالذوق العام،
+ فرضية أن يخيف الروائي السياسي لدرجة منع بعض الروايات مثل رواية السنعوسي الأخيرة،
+ مدى حضور جامع الفنا وتأثيره في الرواية المراكشية أكثر من الفضاءات الفكرية مثل الكلية، …
وفي معرض جوابه على أسئلة القراء والحضور استحضر الكاتب في إطار شرح العنوان الأنجلو-فرنسي “هوت ماروك” ديوان “العابر” كخلفية لاختيار تسمية بطل روايته ب”رحال” الكائن منا والقابع فينا، ومجموعته المعنونة ب”مانيكان” التي لا تحيل كما في ترجمة الكلمة الحرفية للعربية على دمية الواجهة أو عارضة الأزياء بل على “أسطورة المرأة مأكولة الدواخل مبثورة الأطراف” وهي الصورة التي تحيلنا على إحدى شخصيات الرواية التي ستتورط في حمل جنين لا يعرف نسبه. ليؤكد لنا ياسين عدنان أن “هوت ماروك” خلط للأوراق وأن “العنوان يرحب بالقارئ في مملكة التلفيق بدْءآ من عنوان المنبر حيث يشتغل رحال لعوينة إلى التلفيق في كل شيء”، هو الذي يتعامل كالكثير من المغاربة مع مواقع التواصل الاجتماعي وكأنها حيطان وأبواب مراحيض يكتبون عليها بكل “حرية” أو هكذا يفهمون الحرية بعيدا عن العيون.
ويؤكد الكاتب بهذا أن “هوت ماروك” رواية عن القيم المفقودة في المغرب”، رواية تنتفض ضد الجهل والتنكر للقيم القديمة الأصيلة، وتنتفض ضد الجهل في التعامل مع القيم الحديدة الحديثة من حريات وتكنولوجيات ” حتى صرنا نعيش مسخا قيميا” حسب قوله. وبهذا تصير الرواية محاولة للإشتباك مع الواقع حتى يصير الأدب والفن رغم هشاشته مؤثرا في المجتمع وخصوصا في مجتمع غير قارئ.
وفي هذا الإطار شدد الكاتب والإعلامي ياسين عدنان على ضرورة حسن استغلال القلق وعدم اليقين الموجود لدى الكتاب والأدباء -والذي يشكل كما قال ثروة لا يستهان بها- في مواجهة مجتمع معبإ بالأجوية الجاهزة والتي لا تترك لدى الشباب حيزا للتساؤل أو للشك في غياب القراءة مما يبقي الرواية بعيدة عن تشكيل أي تهديد على السياسي الذي يظل مطمئنا كون الشباب لا يقرأون وكون الكتاب لا يبيعون ما يمكن به التأثير فيه أو تأطيره وبالأحرى تغييره.
وفي ختام اللقاء نوهت الأستاذة بديعة الطاهري مجددا بأسلوب الكاتب واختياره بأن “يسلم السارد مشعل خطابه للشخوص في شكل مونولوجات تخلق نوعا من العدوى الأسلوبية ونوعا من التماهي بين السارد والشخوص والرواية” ويمكن السارد من تجاوز المباح نحو المسكوت عنه أو الواجب قوله.
اختتم اللقاء بحفل شاي على شرف المحتفى به ياسين عدنان والحضور وحفل توقيع لرواية “هوت ماروك”.
حضر اللقاء تلة من القراء والمهتمين بالحقل الأدبي من المدينة ومن خارجها كما عرف حضور أساتذة جامعيين وفاعلين جمعويين في الحقل الثقافي وشعراء وكتاب وإعلاميين من المدينة وأعضاء تنسيقية شبكة القراءة بأكادير.