وفاء لذكرى وفاة الحاج عبد القادر جلال مدرب فريق الرجاء البيضاوي .

بقلم ذ الحناوي مصطفى

يوم 31 غشت 1997 لبى نداء ربه المدرب الوطني ومربي الأجيال المرحوم الحاج عبدالقادر جلال .
وتحل ذكرى وفاته رحمة الله عليه لنقف على الأثار الخالدة التي ميزت مسيرته في الكفاح الوطني وفي كثير من الأصعدة بدءا من الرياضة كرة القدم كأول مدرب لفريق الرجاء البيضاوي ، وكمربي تربوي متميزا في التأطير للأطفال والشباب ويعتبر اللبنة الأولى التي تأسس عليها فريق الرجاء البيضاوي مرتبطا إسمه بالقيمة التي وقعت الميلاد لهذا الفريق البيضاوي ، لقد انطلقت بداياته الأولى من درب السلطان ، و درب الكبير والمدينة القديمة بحيث كان ينقب على المواهب الرياضية في كرة القدم من اطفال الأحياء البيضاوية وشبابها لدمجهم في الفريق وتأطيرهم رياضيا بالتكاوين المستمرة ولقد دأب على هذا المشوار الرياضي بروح التفاني والتضحيات الجسام من أجل تحقيق فريق ينافس فريق الواد البيضاوي آنذاك ولقد وقع اختياره على مجموعة من اللاعبين ومن ضمنهم الحارس بنسعيد ، و حميد بهيج ، الأبيض ، ولقد كان الملعب لكرة القدم خلف مدرسة مولاي الحسن قرب شارع مولاي ادريس بالقرب من بناية الدرك الملكي شارع 2 مارس بالدارالبيضاء ، وبرفقة مجموعة من الرواد الوطنيين من مختلف المواهب الرياضية والفنية في مجال الموسيقى والمسرح كفرقة الفتح للمسرح والفنون وذلك من أجل الإستعداد لمواجهة المستعمر الفرنسي إيمانا منهم بدور التأطير والإعداد الجيد للمجابهة فبدأوا ينسقون ويجتمعون في مقاهي درب السلطان ( الجميعة ) من اجل إحداث فريق لكرة القدم في زمن كان فيه فريق الوداد يواجه الفرق الفرنسية ويؤطر اللاعبين المغاربة في الساحة الرياضية .

نعم لقد بدأت المبادرة التأسيسية بمقهى ( با صالح ) المقابل لسوق الجميعة ناقشوا وتداولوا وكانت المجموعة المؤسسة تضم من الأسماء الوطنية عبدالسلام بناني ، العشفوبي ، مصطفى شمس ، احمد الصقلي ، الداودي ، الحاج امبارك صفا ، محمد الناوي ، بوجمعة الكادري ، أحمد الصباغ ، النبي الريحاني ، الحاج بندريس ، ومنذ فترة التأسيس لفريق الرجاء البيضاوي لم يفارق المدرب الحاج عبدالقادر جلال فريق الرجاء ، لقد كان وفيا مخلصا وطنيا حرا حمل فريق الرجاء في قلبه رفقة الأب جيكو وعمل على تكوين الفريق بروح عالية من الإنضباط والمسؤولية هاجسه الأول خلق فريق يضاهي وينافس الوداد البيضاوي ، ولم يكن يقتصر دور الحاج عبدالقادر جلال على كرة القدم كمدرب بل تعدى اشعاعه الحضاري في التربية والتخييم في المخيمات الصيفية والكشفية الحسنية ، كما ساهم في تشييد طريق الوحدة وتأطير الشباب واكتشاف المواهب وآنذر حياته لتربية وتعليم أبناء الوطن وكان لا يرتاح إلا في الملعب بعد البيت وفي الفضاءات الرياضية معتكفا وسط الرياضيين وطقوس التنافس وصناعة الأجيال .
المرحوم الحاج عبدالقادر جلال من مواليد 1922 مسقط رأسه المدينة القديمة حيث رأى النور بدرب الخليفة زنقة موحى وسعيد ولقد دخل الوظيفة العمومية كموظف بسيط بوزارة الشبيبة والرياضة وبقي في السكن الوظيفي بدرب غلف ، عاش فقيرا بعزة النفس وبالترفع عن الذاتية والأنانية كرس حياته من أجل خدمة وطنه وأبناء وطنه زاهدا في الحياة بالقيم الإنسانية النبيلة وبروح وطنية عالية ظل صامدا على هدي أسلافنا الوطنيين الذين كرسوا حياتهم خدمة للبلاد والعباد إيمانا بقضايا وطنهم المغرب ، وفي سنة 1989 تضاعفت محنته عندما تعرض لحادثة سير بثرت على إثرها ساعده الأيمن ومع ذلك بالرغم من المحن والمعاناة لم تتنيه حالته الصحية عن الحضور لإتمام مسيرته في تأطير الأجيال لقد ظل وفيا مخلصا حتى النخاع لمباذئه الوطنية حتى لبى نداء ربه على روحه الزكية أطيب السلام سائلين العلي القدير أن ينعم عليه في أعالي الجنان رفقة النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *