مقبرة الرحمة بالدارالبيضاء تسائل الجهات المسؤولة عن فوضى عملية الدفن الغير المنظم .
نجيب النجاري ://
تصوير : يوسف عبو://
كل من يلج باب مقبرة الرحمة بالذارالبيضاء ، إلا ويثير انتباهه عمليات دفن حديثة وجديدة محادية للطرق، لتبدأ عملية البحث عن آثار قبر قريب أو قريبة ، أمام الفوضى العارمة التي طالت ذلك التنظيم الذي عرفته المقبرة مؤخراً .
من هنا تطرح عدة تساؤلات حول، الآليات القانونية التي تقنن وتحمي حرمة المقابر ،ودعوة السيد وزير الداخلية ” إلى حث الجماعات التابعة لدائرة اختصاصها على الاعتناء بالمقابر الإسلامية بتنظيمها وصيانتها والمحافظة عليها .
ووفق منشور وزير الداخليـة رقم 83 ق.م.م/3 بتاريخ 29 مايو 2000 موجهة إلى السادة الولاة وعمال عمالات وأقاليم المملكة حول تدبير المقابر الإسلامية والمحا فظة عليها وصيانتها.
وبمقتضى دوريتي عدد 159 بتاريخ 5/7/1989 حول المحا فظة على المقابر وصيانتها، والتي من خلالها أشار إلىً” أنه سبق له أن لفتت انتباهكم إلى الوضعية المزرية التي توجد عليها غالبية مقابر المسلمين عبر تراب المملكة ولا سيما المتواجدة منها بالجماعات القروية”
كما عبر السيد الوزير عن أسفه ” مذكرا مرة أخرى بكون المقابر الإسلامية لا زالت في معظمها على حالتها المزرية حيث رغم النداءات المتكررة من هذه الوزارة قصد الاعتناء بها ورغم الأسئلة النيابية المتعددة التي قدمت إلى الحكومة بصددها، لم تبذل الجماعات المعنية أي مجهود ملموس للخروج بها من تلك الأوضاع المزرية “
كما شدد كذلك في ذات الموضوع على الدور الذي أنيط إلى رؤساء الجماعات والمقاطعات ” ومنها ما يرجع إلى عدم ممارسة رؤساء المجالس الجماعية لسلطاتهم كاملة في مجال شرطة المقابر، ومنها أخيرا ما يعود إلى الإهمال الذي تعاني منه من حيث الصيانة والتعهد “
وهذا ما عبر عنه اليوم الجمعة ، مجموعة من المواطنين وبالفضاء الأزرق من استياء عارم في هذا الشهر الفضيل ، ما آلت إليه مقبرة الرحمة من فوضى عارمة وعدم إحترام حرمة الموتى، بتكريس عدم التنظيم التسلسلي و استغلال جوانب الطريق والمسلكيات والطرق والفراغات في ضرب صارخ لمنشور وزير الداخلية والدورتين المشار إليهما أعلاه .
ووفق مصادر الجريدة الإلكترونية كازاكود أنفو ومعاينتها لواقع ووقع هذه الفوضى :
وهذا ما اعتبرته إحدى الأمهات المكلومة بتجاوز قانوني ، متأسفة عن هذا الواقع مرددة ” علاش هذه الفوضى في عملية الدفن ” مردفة أنها ،” بعد 13 سنة ، أفاجأ بدفن امرأة بجانب قبر ابني الذي كان محاذيا للطريق ” وأصبح المرور لزيارته مستحيلا ، في ضرب صارخ لاحترام حرمة الموتى وجمالية المقبرة .
والمثير للاستغراب كذلك عند زيارة مقبرة الرحمة، تم استغلال المسالك و عدم احترام المسافة بين القبر وحافة الطريق ، والاضطرار إلى مشي الزوار فوق القبور في ضرب صارخ لمفهوم “الإحترام ” لحرمتها ، علما أن عملية الدفن تتم بتسلسل رقمي ومتسلسل ، وما حدث مؤخراً فعملية الدفن تتم بدون نظام دقيق ، ناهيك عن عملية التوثيق والسجلات وعلى نظام الحراسة والتشوير الذي أصبح مبهما ، بتكرار الأرقام ، وهو ما يطرح إشكالية البحث عن مرقد قريب ، دون خريطة توجيهية للمقبرة .
ويبقى السؤال هنا مطروحا : من المسؤول عن هذه الفوضى واللامبالاة التي تعرفها مقبرة الرحمة ، دون أن تحرك الجهات المعنية ساكناً حول هذه القضية الحساسة، ومتى ستستيقظ ضمائرنا إزاء هذا المشهد الذي يعبث بحرمة الموتى.
في انتظار إجابة على هذه الحالة المشهدية ، ودرءا لمفهوم التفاوتات ، وجعل المقابر ” فضاءا ” جماليا يحترم الأموات والأحياء ، لتجاوز الحالة الراهنة .
نهيب بجميع الفعاليات إشراك جميع الفرقاء من سلطات محلية ومجالس منتخبة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للتداول في الموضوع وتحديد معايير للعناية بالمقابر والنهوض بتدبيرها” من أجل بعث روح جديدة في مقابر المسلمين وفق رؤية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار الجانب الوظيفي للمقابر من الزاوية الدينية والروحية وأيضا في بعدها الجمالي .